الوحدة 121 في حزب الله لتنفيذ الاغتيالات بحق الخصوم السياسيين

أوجه الحقيقة – بيروت – 

أسبوع مر على إصدار المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري والذي أدان سليم جميل عياش، وهو عضو في حزب الله ويبلغ من العمر 56 عامًا باغتيال الحريري، في حين برأ 3 أعضاء آخرين.

إلا أن اسم عياش كما الآخرين سلط الضوء على مسؤولية الحزب المدعوم من إيران على سلسلة الاغتيالات التي هزت لبنان منذ العام 2005.

فقد كشف مسؤولون أمنيون من الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط، تفاصيل عن “فرقة اغتيالات” تابعة لحزب الله، ومنوط بها تنفيذ تصفيات طالت سياسيين وأمنيين وصحافيين، بحسب ما نقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأربعاء.

وأوضح هؤلاء أن كافة المعطيات التي جمعت خلال التحقيق في قضية الحريري أكدت وجود “وحدة تصفيات” أو خلية اغتيالات تابعة للحزب وتأتمر بأوامر زعيمه حسن نصرالله، وقد نفذت تلك الخلية التي تعرف بـ الوحدة 121 في حزب الله خلال السنوات الماضية سلسلة استهدافات عبر سيارات مفخخة.

كما أشار أحد المسؤولين الأمنيين ممن التقتهم الصحيفة الأميركية إلى أن تلك الوحدة السرية تضم عشرات العناصر الناشطين الذين يعملون بشكل منفصل عن بقية نشاطات الحزب ويتلقون أوامرهم مباشرة من نصر الله.

وأضاف أنه من بين تلك المجموعة الصغيرة لقادة حزب الله المتورطين في عمليات الاغتيال، مصطفى بدر الدين، الذي قتل في سوريا عام 2016، والذي ورد اسمه أيضا بصفته العقل المدبر لاغتيال الحريري ضمن ملفات المحكمة الدولية.

أما في ما يتعلق بالضحايا الذين استهدفتهم تلك الوحدة، فكشف 4 أسماء: اللواء في الجيش اللبناني فرانسوا الحاج، والضابط وسام عيد، وسام الحسن (رئيس شعبة المعلومات التابعة للأمن الداخلي والمسؤول عن أمن الحريري)، بالإضافة إلى الوزير السابق والخبير الاقتصادي محمد شطح، الذين قتلوا بسيارات مفخخة.

وفي هذا السياق، أكد اللواء اللبناني أشرف ريفي، المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللبناني، في مقابلة مع الصحيفة وجود مثل تلك المجموعة داخل حزب الله، قائلاً إن عياش كان جزءا من تلك الخلية.

وعن وجود مثل تلك الخلايا لدى الجماعات الإرهابية عامة، وحزب الله خاصة، نقلت الصحيفة عن محلل مكافحة الإرهاب السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي ومؤلف كتاب عن العمليات الإرهابية لحزب الله، ماثيو ليفيت، تأكيده أن حزب الله يتمتع بخبرة عالية في مجال التصفيات وصنع القنابل، إلا أنه أرسى في الوقت عينه هيكلية تحميه من انكشاف قادته المتورطين.

وأوضح أن الحزب يخصص مجموعات أو خلايا لتنفيذ مهام فريدة، ولعل وحدة الاغتيالات السياسية أبرز دليل على تلك المهام.

يذكر أنه مع ارتفاع الانتقادات للحزب في الداخل اللبناني، وتنامي النقمة ضده لدى عدد من اللبنانيين لا سيما بعد كارثة انفجار المرفأ الذي وقع في الرابع من أغسطس، أبدى عدد من المحللين خشيتهم من عودة الاغتيالات والتصفيات.

وفي السياق، قال روبرت باير، ضابط سابق في المخابرات المركزية في الشرق الأوسط “أي شخص اتهم حزب الله بكارثة المرفأ قد يكون هدفاً”.

يأتي هذا التقرير، بعد أن كشف تحقيق استقصائي شاركت فيه عدة جهات، مع مؤسسة مكافحة الجريمة المنظمة والفساد ونشرته مجلة دير شبيغل قبل أيام، عن صلة بين مالك سفينة روسوس التي نقلت أطنان نترات الأمونيوم، التي فجرت مرفأ العاصمة اللبنانية، وبين مصرف في تنزانيا اتهم بتغطية عمليات تبييض أموال متعلقة بحزب الله.

Exit mobile version