أوجه الحقيقة – صنعاء –
تجددت المواجهات في المناطق المحررة بمحافظة تعز، في أعقاب هجوم عسكري غير مسبوق لمليشيا تابعة لحزب الإصلاح (ذراع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن) المدعومة قطريا، على بلدات ومرتفعات الحجرية الواقعة في الجنوب والجنوب الشرقي لتعز.
ودفعت مليشيا الإخوان بعشرات الدوريات والآليات الثقيلة للسيطرة على مدينة النشمة، مركز مديرية المعافر، بعد يومين من تفجير الوضع عسكريا وتمركز مئات العناصر المسلحة في مرتفعات استراتيجية تقع في مديرية الشمايتين ومحاولة تصفية مسؤول عسكري بارز وسط منزله في ذات البلدة.
والنشمة، هي أحد مدن الحجرية في الخط الحيوي الرابط بين العاصمة المؤقتة عدن ومدينة تعز، وتمتلك موقعا استراتيجيا، وبعد الدور المحوري في التصدي لمليشيا الحوثي تحولت المدينة منذ عام 2015 إلى مركز عسكري لقوات اللواء 35 مدرع بالجيش اليمني المرابط في جبهات ريف تعز، وغير الخاضع للهيمنة الإخوانية.
وقالت مصادر حقوقية إن مدنيا يدعى ياسر عبدالمجيد عثمان قتل وأصيب 3 آخرون في المواجهات التي تخوضها مليشيا الإخوان داخل المناطق السكنية، بالإضافة إلى خسائر مادية كبيرة بالمباني وممتلكات المواطنين.
وحسب المصادر، فإن مليشيا الإخوان المسلمين نصبت دبابة في “جبل الوحيد” ومدفعية ثقيلة في مرتفعات بلدة يفرس وشنت منها قصفا عشوائيا على مدينة النشمة والقرى المحيطة بها وجبل المشاعرة التي تتمركز فيه وحدات للجيش.
وتحاول المليشيا الإخوان من القصف المكثف توفير غطاء ناري لمئات العناصر المسلحة الذين هاجموا المدينة وتمكنوا على وقع المعارك من السيطرة على نقطة “المخدوش” الأمنية الواقعة على مشارف المدينة.
وأوضحت المصادر أن مليشيا الإخوان المسلمين استقدمت 40 دورية تحمل أسلحة متوسطة وثقيلة وعناصر مسلحة، وذلك لتعزيز قواتها واجتياح المدينة التي يقطنها آلاف المدنيين، نصفهم نازحون من مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية.
وجاء هجوم مليشيا الإخوان على مدينة النشمة غداة يوم من محاولة تصفية رئيس عمليات اللواء 35 مدرع العقيد عبدالحكيم الجبزي في هجوم استهدف منزله الواقع بعزلة الجبزية بمديرية المعافر، ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة زوجة القائد العسكري بجروح خطيرة.
واليومان الماضيان تمركز مئات المسلحين لمليشيا الإخوان في حصن جبل “يمين” التاريخي الواقع في عزلة العزاعز مديرية الشمايتين والمطل على مدينة التربة، وقرى الأصابح، والأخمور وشنت منه قصفا مدفعيا على معسكر “بيحان” التابع للواء 35 مدرع.
وتحاول مليشيا الإخوان منذ أشهر السيطرة عسكريا على المرتفعات الجبلية لبلدات الحجرية الاستراتيجية المطلة على ميناء المخا وباب المندب والمحافظات الجنوبية، وذلك في إطار إعادة تموضع عسكري في تعز بدعم قطري.
وقالت الناشطة اليمنية رشا كافي إن قرى المعافر تتعرض لقصف بكل أنواع الأسلحة الثقيلة من الدبابة إلى مضاد الطيران من قبل مليشيا يقودها القيادي الإخواني حمود المخلافي المدعوم قطريا، ضمن تموضع جديد لمليشيا الحوثي والإخوان ترعاه قطر وإيران في اليمن.
وأوضحت، في تدوينة على فيسبوك، أن القصف الهسيتري على القرى السكنية خلف قتلى وجرحى بصفوف المدنيين، كما تعرضت العديد من المنازل لإضرار جسيمة، لافتة أن المعافر ظلت آمنة على مدار 5 سنوات مضت وكان أحد مربعات اللواء 35 مدرع وتحولت لملاذ آمن لمئات النازحين.