بإعلان من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود وبإصدار “إعلان جدة”، اختتمت أعمال القمة العربية في دورتها العادية الـ32 بمدينة جدة، التي شهدت مشاركة رفيعة وغير مسبوقة من القادة العرب، وحضور استثنائي للرئيس السوري بشار الأسد، لأول مرة بعد غياب عن اجتماعات جامعة الدول العربية منذ 2011.
وكانت القمة العربية قد شهدت حضور ضيف شرف بدعوة من السعودية، ليشارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في أول زيارة له لبلد عربي والمملكة منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في بلاده.
وأكد ولي العهد السعودي، أن قرارات القمة العربية وإعلان جدة تم اعتمادها بتوافق القادة الحضور، مشيرا إلى أن البحرين ستستضيف القمة العربية المقبلة في النسخة الـ33.
القمة العربية والقضية الفلسطينية
وتبوأت القضية الفلسطينية صدارة التوافق العربي، حيث أدانت الجامعة العربية في “إعلان جدّة” بأشد العبارات، الممارسات والانتهاكات التي تستهدف الفلسطينيين في أرواحهم وممتلكاتهم ووجودهم.
وشددت القمة العربية في خاتمة أشغالها على أهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، وإيجاد أفق حقيقي لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين وفقا لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة ومبادئ القانون الدولي.
ترحيب بعودة سوريا إلى البيت العربي
وتضمن البيان الختامي لقمة جدة العربية، الترحيب بالقرار الصادر عن اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، الذي ينص على استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس الجامعة، والمنظمات والأجهزة التابعة لها.
وفي هذا الصدد، أكد “إعلان جدة” على أهمية مواصلة وتكثيف الجهود العربية الرامية إلى مساعدة سوريا على تجاوز أزمتها بما يخدم المصلحة العربية المشتركة والعلاقات الأخوية التي تجمع الشعوب العربية كافة.
الأزمة السودانية
وحضرت “اشتباكات السودان” ضمن سطور البيان الختامي لاجتماع جامعة الدول العربية على مستوى القادة، إذ أكدت القمة أنها تتابع باهتمام تطورات الأوضاع والأحداث الجارية في جمهورية السودان الشقيقة، معربة عن بالغ قلقها من تداعيات الأزمة على أمن وسلامة واستقرار دولها وشعوبها.
وأكد “إعلان جدة” ضرورة التهدئة وتغليب لغة الحوار وتوحيد الصف، ورفع المعاناة عن الشعب السوداني، والحيلولة دون أي تدخل خارجي في الشأن السوداني الذي يؤجج الصراع ويهدد السلم والأمن الإقليميين.
اليمن
أما فيما يتعلق بالشأن اليمني، فقد جدّدت الجامعة العربية التأكيد على دعم كل ما يضمن أمن واستقرار الجمهورية اليمنية ويحقق تطلعات الشعب اليمني الشقيق.
وشددت قمة جدة في بيانها الختامي على دعم الجهود الأممية والإقليمية الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية استنادا إلى المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216.
لبنان
وأعربت جامعة الدول العربية في البيان عن تضامنها مع لبنان، داعية كافة الأطراف اللبنانية على التحاور لانتخاب رئيس للجمهورية يرضي طموحات اللبنانيين لإخراج لبنان من أزمته.
وقف التدخلات الخارجية ورفض الميليشيات
كما شدّد “إعلان جدة” على وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية، والرفض التام لدعم تشكيل الجماعات والميليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة.
ونوهت القمة العربية من انعكاسات الصراعات العسكرية الداخلية التي لن تؤدي إلى انتصار طر على آخر، وإنما تفاقم معاناة الشعوب وتثخن في تدمير منجزاتها، وتحول دون تحقيق تطلعات مواطني دولنا.