الجهود المصرية والضغوط الأميركية يقربان الحل في ليبيا

أوجه الحقيقةليبيا – 

خلال الساعات القليلة الماضية، شهدت العاصمة المصرية القاهرة، اجتماعات مكثفة بين مدير المخابرات المصرية، عباس كامل، والسفير الأميركي في القاهرة جوناثان كوهين، والسفير الأميركي في ليبيا ريتشارد نورلاند، إضافة إلى لقاء بين رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، ونورلاند، لمناقشة مستجدات الوضع في ليبيا.

وبحث لقاء مدير المخابرات المصرية مع السفيرين الأميركيين في مصر وليبيا، آخر مستجدات الأوضاع على الساحة الليبية وكيفية دعم الفرقاء ‏للخروج من الأزمة الراهنة والمضي في الإسراع بالحل السياسي، وتوحيد المؤسسات ‏وإعادة تصدير النفط وتوزيع عائداته بشكل عادل.

كما استعرضت اللقاءات الجهود المصرية المستمرة تجاه حل الأزمة الليبية والتي كان آخرها اجتماعات الغردقة التي تمت نهاية الشهر الماضي برعاية الأمم المتحدة.

في الإطار ذاته، شهد لقاء عقيلة صالح مع ريتشارد نورلاند تثبيت وقف النار ومناقشة الملفات المطروحة في اجتماعات جنيف التي ستعقد الشهر الحالي، ودعم الحوار السياسي الليبي الذي ترعاه الأمم المتحدة، وتوحيد المؤسسة العسكرية، وتشكيل مجلس رئاسي جديد يمثل أقاليم ليبيا الثلاثة.

من جانبه، أكد مستشار رئيس البرلمان الليبي، فتحي المريمي، أن كافة هذه الاجتماعات تهدف للوصول إلى حل شامل ينهي الأزمة السياسية في البلاد، ويهيئ الأجواء لإنجاح اجتماعات جنيف التي سيتم من خلالها الاتفاق على تشكيل المجلس الرئاسي الجديد الذي سيتكون من رئيس ونائبين ورئيس حكومة ونائبين يمثلون الأقاليم الثلاثة برقة وفزان وطرابلس.

وقال المريمي في تصريحات صحفية إن “اجتماعات القاهرة تأتي وفق تفاهمات وتنسيق كامل مع مصر لتنفيذ مخرجات مؤتمر برلين وإعلان القاهرة وتنفيذ توصيات اجتماع الغردقة الذي انتهى إلى توصيات تضمن تثبيت وقف النار وفتح حقول النفط وإعادة تصديره وبدء التفاوض لعمل اللجان الأمنية والمسار العسكري وفق 5 زائد 5”.

من جهته، أوضح المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، هشام الحلبي أن “اجتماعات القاهرة تكشف تغيراً جديداً في المشهد الخاص بالأزمة الليبية وهو التدخل الأميركي، ما يعزز من فرص نجاح جهود حل الأزمة. فضلاً عن أن ذلك تزامن مع الاجتماع الوزاري الخاص بليبيا في برلين الاثنين، وهو ما يعني تدخل أميركي وأوروبي قوي يدفع نحو خروج تركيا من الصراع في ليبيا”.

كما أشار الحلبي إلى أن “ذلك سيجبر حكومة الوفاق على الرضوخ للحل وإنهاء الأزمة والاتفاق على مسار سياسي وعسكري واقتصادي كامل يعيد الاستقرار للبلاد وينهي تواجد الميليشيات والمرتزقة ويسفر عن تشكيل حكومة ممثلة للأقاليم الثلاثة تستطيع مع كل الدعم الكامل لها حل أزمات البلاد وتحسين الخدمات وتخفيف الأعباء على الليبيين”.

وقال إن “اجتماع الغردقة، وهو اجتماع عسكري، نجح في الخروج بتوصيات توقف الصراع المسلح وتثبيت وقف النار. ومن خلاله يمكن الانطلاق لحوار سياسي واقتصادي”، مؤكداً أن “إسكات المدافع والبنادق يدفع الفرقاء للجلوس على طاولة المفاوضات والبحث عن تسوية شاملة للأزمة سياسياً واقتصادياً بعد توقف الصراع العسكري”.

إلى ذلك لفت إلى أن “اجتماعات القاهرة والغردقة قدمت حلولاً أيضاً لليبيين تخفف من الضغوط المعيشية عليهم مثل حرية التنقل بين الأقاليم وإيقاف حملات التصعيد الإعلامي وخطاب الكراهية، وهو ما سيجبر الفرقاء على التوصل إلى حل لمنع عودة الاحتقان والكراهية ووقف الانقسامات”.