مخطط نظام أردوغان في أفريقيا
حذر باحث تركي مقيم في أمريكا من مخطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للتوغل في غرب أفريقيا بهدف تشكيل تحالف جديد يمهد لمنافسة إقليمية مع فرنسا.
ورأى محمد أوزكان الباحث بمركز السياسة العالمية في العاصمة واشنطن أن هذا الأمر اتضح أكثر في وقت سابق من الشهر الجاري مع زيارة وزير الخارجية التركي إلى مالي والسنغال وغينيا بيساو.
وقال أوزكان خلال مقال منشور عبر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني إن الانقلاب العسكري الذي شهدته مالي الشهر الماضي لم يشكل أهمية خاصة لأنقرة، ولكنه حفزها على توسيع أنشطتها في غرب أفريقيا.
وأوضح الباحث أن تركيا وضعت عينيها على مالي منذ الانقلاب السابق في 2012، وأسست علاقات مع عدة أطراف فاعلة بالمجتمع المدني.
ولفت إلى أنه في ظل التنافس المحتدم بين تركيا وفرنسا بشأن ليبيا وأزمة شرقي المتوسط، قد تمتد التوترات قريبًا إلى غرب أفريقيا، بينما توسع أنقرة نطاق نفوذها السياسي والعسكري هناك.
وطبقًا لأوزكان، زار وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو النيجر، ووقع اتفاقية تعاون عسكري إلى جانب اتفاقيات أخرى، وهو ما يفسح المجال أمام أنقرة لفتح قاعدة عسكرية بالبلاد، إلى جانب الموجودة في قطر، وليبيا، والصومال.
وعلى المستوى الإقليمي، رأى أن الاتفاقية بين تركيا والنيجر ستعزز نفوذ أنقرة في غرب أفريقيا، وفي المقابل ستتلقى الدول الأفريقية الدعم التركي للمساعدة في حل الأزمة الليبية.
لكنه أوضح أن اهتمام تركيا بالنيجر له بعدين: أحدهما وجود شبكات دينية في البلاد تميل إلى تركيا، وهذا الدعم الاجتماعي، إلى جانب التعاون السياسي، ما يجعل من النيجر حليفًا تعول عليه أنقرة.
أوزكان قال إن سياسة أنقرة بشأن غرب أفريقيا أيضًا لها تداعيات على التنافس مع فرنسا، ففي حين انفتحت تركيا على القارة باستخدام سياسات القوة الناعمة، الآن ترى أفريقيا على أنها ملعب جيوسياسي، يمكنها من خلاله مواجهة فرنسا أو أي دولة أخرى.
كما أشار إلى أن الأزمة الليبية تجبر تركيا الآن على تغيير قوتها الناعمة إلى نفوذ سياسي أمني، وبعيدًا عن شمال أفريقيا، فإن غرب القارة هو المفتاح لهذا الاتجاه.
لكن في النهاية، سيكون هناك تداعيات لنهج تركيا المتعلق بغرب أفريقيا، فهو على الأرجح سيعمق الخصومة بينها وبين فرنسا، وقد يؤثر على العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
في وقت سابق، رأى موقع “نورديك مونيتور” السويدي أن زيارة جاويش أوغلو لباماكو في التاسع من سبتمبر/أيلول كشفت عن نية تركيا في توسيع نطاق نفوذها على العملية الانتقالية التي تشهدها مالي، ولضمان تشكيل حكومة إسلامية لما بعد الانقلاب هناك، بما يتماشى مع سياسة تركيا الخاصة بأفريقيا.
الموقع السويدي قال إن الزيارة التي يراها كثيرون بمثابة خطوة لإضفاء طابع الشرعية على الانقلاب العسكري، هي مؤشر على تفكير أنقرة في الانقلاب باعتباره فرصة جديدة، وأنها تتوقع “فراغا بالسلطة” في مالي.