أوجه الحقيقة – إيران –
كشفت مصادر أن الخلية الإيرانية التي يقودها الدبلوماسي أسد الله أسدي، والتي تحاكم في بلجيكا بتهمة “الإرهاب” لمحاولة تفجير مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس عام 2018، أن مسؤولا مقربا من مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، ويدعى محمد رضا زائري، كان في مهمة استطلاع في أوروبا قبل العملية.
ووفقا لمعلومات، فقد سافر زائري إلى النمسا في شهر يونيو 2017 والتقى هناك بأسد الله أسدي الذي كان يعمل بمنصب السكرتير الثالث بالسفارة الإيرانية في فيينا، أي قبل عام کامل من مخطط تفجير المؤتمر السنوي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (الذراع السياسية لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة).
وأظهرت وثائق أن أسدي استأجر سيارة برفقة محمد رضا زائري في فیینا، للذهاب إلى باریس، بهدف جولة استطلاع میداني وتحديد موقع قاعة فیلبنت في ضاحیة باریس الشمالیة بالقرب من مطار شارل دیغول.
وتقول مصادر المعارضة إن الرجلين قد قاما باستطلاع قائمة الفنادق التي يقيم فيها الضيوف وکبار الشخصیات المشارکة في المؤتمر.
يذكر أنه من المقرر أن تصدر محكمة في بلجيكا حكما في قضية أسدي، مع ثلاثة عملاء إيرانيين آخرين تحت إمرته في 4 فبراير المقبل.
ووفقا للوثائق، سجلت السیارة المستأجرة باسم محمد رضا زائري، حيث تطابقت المعلومات الواردة مع تقییم الشرطتين البلجیكیة والفرنسیة أثناء التحقيقات إلی أن رحلة الرجلين کانت بهدف الرصد والاستطلاع عن الأمكنة التي کانت من المفترض أن تكون ساحة تنفیذ العملیة الإرهابیة بعد عام، وفق ما أكد مصدر من المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية “.
وسجل جهاز “جی بی إس” حركة الرجلين إلى منطقة قاعة فيلبنت في ضواحي باريس في 29 يونيو 2017 أي قبل یومین من المؤتمر السنوي في عام 2017 لرصد ودراسة الوضع وتنفيذ مخطط التفجير خلال المؤتمر المقبل.
يعد رجل الدين محمد رضا زائري، البالغ من العمر 50 عاما، من المقربين من مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، وكان من الأشخاص المعدودين الذين سمح لهم بزيارة خامنئي عندما أجرى عملية جراحية في مستشفى بطهران في سبتمبر 2014.
يعمل والده غلام رضا زائري، النائب البرلماني السابق لثلاث دورات، مسؤولا في دائرة الرقابة في مكتب خامنئي منذ سنوات طويلة.
كما أنه يرتبط بعلاقات قوية مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وقد أنشأ مؤسسة عام 2013 تسمى “سرجشمه” للعمل ضد المعارضة الإيرانية بالتركيز على “مجاهدي خلق” من خلال القضايا القانونية والتحرك الدولي.
كما أنه يشغل مناصب رئيس مجلس إدارة مجلتي زمزم (إنجليزي وعربي) وصدف (الفارسية)، ومدير إدارة الصندوق الأخضر لمركز التنمية الفكرية للأطفال والمراهقين، إلى جانب مناصب سابقة مثل جمعية الصحفيين الشباب، ورئيس مجلس إدارة مجموعة منشورات همشهري، ورئيس تحرير صحيفة همشهري عام 2005.
لقد قام محمد رضا زائري بتكوين علاقات مع ميليشيات “حزب الله” في لبنان أثناء إرساله في بعثة لدراسة ماجستير في العلاقات الإسلامية المسيحية من جامعة القديس يوسف في بيروت، عقب تخرجه من الحوزات وكليات العلوم الدينية في إيران.
في عام 2009، أجرى محمد رضا زائري مقابلة صحافیة مع حسن نصر الله، زعیم ميليشيات “حزب الله” اللبناني ونُشرت هذه المقابلة مع ملاحظات في كتاب بعنوان “نصر الله”.
بالرغم من أن محمد رضا زائري، يرتدي دوما زي رجال الدين لكنه بدأ منذ سنوات يظهر بالزي المدني خاصة عندما يكون خارج إيران أو كما يظهر في صوره عبر حساباته على مواقع التواصل، ويحاول الظهور بمظهر الناقد من داخل المؤسسة الرسمية لسلوك بعض المسؤولين والمؤسسات.
وكانت صحيفة “لوموند” الفرنسية قد كشفت أن التحقيقات المكثفة التي أجراها القضاء البلجيكي وأجهزة الاستخبارات تظهر أن قرار العملية الإرهابية التي تم إحباطها تم اتخاذه على أعلى مستويات السلطة في إيران.
يذكر أن أسد الله أسدي (48 عاما) عضو في المخابرات الإيرانية وكان يعمل بغطاء دبلوماسي بسفارة إيران في النمسا، اتهم بتسليم قنبلة في لوكسمبورغ، للزوجين أمير سعدوني (40 عامًا) وزوجته نسيمه نعامي (36 عامًا) ليقوما بزرعها في تجمع حاشد لمنظمة مجاهدي خلق، في 30 يونيو 2018، حضره عشرات الآلاف من المعارضين للنظام الإيراني وسياسيين أوروبيين وبريطانيين وأميركيين بارزين.
ويحاكم معهم مهرداد عارفاني الذي كان يشرف على تنفيذ العملية من داخل مؤتمر المعارضة، واتضح أنه كان ينوي التوجه إلى إيران بعد تنفيذ التفجير.
وتم إحباط المؤامرة التي كانت ستؤدي إلى خسائر جسيمة في الأرواح، في عملية شاركت فيها أيضًا الشرطة البلجيكية والفرنسية والألمانية.
وبعد تحقيق استمر عامين، من المقرر أن يمثل الدبلوماسي الإيراني المتهم مع الثلاثة الآخرين، في محكمة بمدينة أنتويرب، حيث يعيش الزوجان، بتهمة ارتكاب جرائم إرهابية.
هذا وأفادت محاضر تحقيقات للشرطة الألمانية التي اعتقلت أسدي، ونشرت معلومات منها القناة الألمانية الأولى، أن برلين تحقق في شبكة استخباراتية إيرانية كان يديرها أسدي في 11 دولة أوروبية.
كما ضبطت الشرطة الألمانية كتيبين في سيارة أسدي أثناء القبض عليه، ويحتوي أحدهما على كلمات مشفرة لصنع قنبلة يدوية، بينما يحتوي الكتيب الثاني بغلاف أخضر في 200 صفحة على 289 ملاحظة بخط لاتيني ولكن بالفارسية يحتوي على معلومات حول الأماكن المهمة والمتاجر والمطاعم والفنادق بالإضافة إلى تاريخ ووقت زيارة هذه الأماكن في 11 دولة أوروبية بما في ذلك فرنسا وجمهورية التشيك والمجر وإيطاليا وبلجيكا وهولندا.