حزب الله يستخدم مؤسسات أهلية في لبنان لتنفيذ نشاطات عسكرية

حزب الله يستخدم مؤسسات أهلية في لبنان لتنفيذ نشاطات عسكرية
حزب الله يستخدم مؤسسات أهلية في لبنان لتنفيذ نشاطات عسكرية

أوجه الحقيقة – لبنان – 

حزب الله يستخدم مؤسسات أهلية في لبنان لتنفيذ نشاطات عسكرية

14 صاروخاً استهدفت بها القوات الإسرائيلية أهدافاً داخل الحدود اللبنانية الجنوبية الشهر الماضي، كانت كفيلة بتسليط الضوء على واقع أمني جديد عنوانه “جمعية أخضر بلا حدود” البيئية التي تقول انها تل أبيب إنها واجهة لغطاء عسكري لـ”حزب الله”.

واستهدف الجيش الإسرائيلي 3 مواقع جغرافية داخل الحدود اللبنانية في 25 أغسطس/آب الماضي، إثر شبهات حول عمل أمني انطلق من الأراضي اللبنانية باتجاه الداخل الإسرائيلي. وتبيّن أن المواقع الثلاثة هي منشآت في محميات طبيعية عائدة لجمعية “أخضر بلا حدود”.

وقال الجيش اللبناني في بيان إن القصف تم بـ14 صاروخاً استهدف خراج بلدة راميا، وخراج بلدة عيتا الشعب، استهدفت مركزا للجمعية المذكورة في محمية عيترون.

ويعاني لبنان من أزمة سياسية وانهيار اقتصادي ما يجعل كلفة أي مواجهة مع إسرائيل فادحة.

والمواقع الثلاثة، هي محميات طبيعية تمتاز بغطاء نباتي كبير على الحدود الجنوبية مع إسرائيل، تضطلع الجمعية بمهام تشجيرها منذ عام 2014، حيث ترتفع الأشجار الباسقة على الجانب اللبناني من الحدود مباشرة قرب الشريط الحدودي، بحسب ما أفادت مصادرجنوبية .

وأوضح أن هذا الجهد “أريد منه التعمية على التجهيزات العسكرية الإسرائيلية وأجهزة الرقابة والتصوير باتجاه الداخل اللبناني”.

واللافت أن هذه المواقع التابعة للجمعية هي مواقع مقفلة، وتقول المصادر الميدانية  إن المحميات الطبيعية في العادة “تُفتح أمام الرياضيين الذين يمارسون الرياضات البيئية مثل المشي والتسلق، لكن هذه المحميات مقفلة تماماً، وهو ما يزيد الشبهات حول كونها تتضمن نشاطاً يُمنع على أي شخص مدني التعرف عليه، وهي تقتصر على عناصر الحزب”.

وكان إغلاق المحميات محل شكوى إسرائيلية وأمريكية إلى مجلس الأمن الدولي. وتحت ذريعة أنها “ممتلكات خاصة”، مُنعت قوات حفظ السلام العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) من الدخول إليها بعد رصد إسرائيل إطلاق صواريخ ضد الدروع من إحداها في سبتمبر/أيلول 2019، عندما رد “حزب الله” على مقتل اثنين من عناصره في سوريا باستهداف آلية إسرائيلية في أفيفيم.

وورد ذلك في تقرير للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش رفعه إلى مجلس الأمن في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، قائلاً إن “اليونيفيل” ما زالت تُمنع من الوصول الى مناطق عدّة على الجانب اللبناني من الخط الأزرق، خصوصاً إلى مواقع مرتبطة بإطلاق الصواريخ على “إسرائيل” بينها مواقع لجمعية “أخضر بلا حدود”.

وتقول إسرائيل إن إحدى المحميات التابعة للجمعية تتضمن منشآت للمراقبة، وإن الأشخاص الذين يتواجدون فيها “يستخدمون كاميرات ونواظير وساعات إلكترونية وأسلحة”، وإنهم يتحركون في مقابل الحدود.

وتهدف جمعية “أخضر بلا حدود”، حسب الموقع الرسمي لها غير المحدث منذ عام 2015، إلى “إنشاء معهد يهتم بالتعليم و التثقيف البيئي والزراعي، وتشجير المساحات الجرداء وجوانب الطرقات، وإنشاء المشاتل لإنتاج الغراس الحرجية، وحماية الثروة الحرجية من التعديات والحرائق.

لكن مصادر لبنانية تقول إن الجمعية هي منظمة غير حكومية تابعة لـ”حزب الله ” مستدلة إلى كون الأمين العام للحزب حسن نصر الله شخصياً شارك في إحدى مبادرات الجمعية عبر غرس الأشجار تحت لواء الجمعية في الربيع الماضي.

وانطلقت الجمعية في جنوب لبنان في المناطق غير الحدودية في عام 2014، حيث قامت بتشجير مساحات في قرى وبلدات عديدة. وظهرت صور لمبادرات الجمعية ولقاءات تلفزيونية قام بها القيمون عليها، بينها لقاء مع رئيسها زهير نحلة على قناة “المنار” التابعة للحزب.

وسرعان ما تمددت الجمعية إلى المنطقة الحدودية. وتقول المصادر الميدانية إنه بدءاً من عام 2016 تتواجد الجمعية في المنطقة الحدودية، حيث تشرف على زراعة الأحراج والاعتناء بها وزيارة الغطاء النباتي، لافتة إلى أنها مناطق مقفلة، لا يُسمح لـ”اليونيفيل” أو للمدنيين بالوصول إليها.

وازدادت المحميات بشكل مضطرد منذ عام 2018 بحسب المصادر، كما تضاعفت المساحات الخضراء في المناطق التي تشرف عليها من أقصى الحدود اللبنانية الجنوبية إلى الشرق وصولاً إلى جنوب شرق لبنان.

وتتلاقى تلك المعلومات مع التقديرات الأمريكية. فقد أشار مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر في لقاء مع باحثين لبنانيين في شهر يوليو/تموز الفائت، إلى أن المنظمة البيئية التابعة لـ”حزب الله” زادت المحميات البيئية التي هي في الواقع عبارة عن مواقع عسكرية، من 3 محميات في منتصف عام 2018 إلى 16 في صيف 2020، بحسب ما قال أحد المشاركين في اللقاء لافتاً إلى أن الحزب يوسع قواعده العسكرية في المنطقة الحدودية بشكل مضطرد.

وكان “معهد واشنطن” أعلن العام الماضي أن هناك ثمانية مواقع تابعة لـ”أخضر بلا حدود” يحتوي بعضها على أبراج مراقبة وبنية تحتية أخرى للمراقبة، وتتواجد في شرق علما الشعب، وجنوب الضهيرة، وجنوب رميش، وغرب يارون، وشرق الحولة، وجنوب كفر كلا، وشرق المطلة، وشرق بلدة يارون.

وشكت إسرائيل من قيام “أخضر بلا حدود” بإقامة أبراج ومنشآت يربو عددها على 26 في المنطقة ذاتها، مهمتها تعطيل كاميرات المراقبة الحدودية، وأن حزب الله الذي يحتضن هذه الجمعية يمنع قوات “اليونيفيل” من قطع الأشجار المشكو منها، كما من التحقيق في مواقع الأبراج، لكونها مقامة في أملاك خاصة. ‎