أوجه الحقيقة – إيران –
يوماً بعد يوم، يكشف جديد في قضية الدبلوماسي الإيراني أسد لله أسدي المعتقل في بلجيكا بتهمة محاولة تفجير تجمع لمجاهدي خلق الحركة المعارضة بالقرب من باريس، والذي ينتظر أن يحكم عليه وشركائه الثلاثة في 4 فبراير/شباط القادم.
فبعد العثور على دفتر ملاحظات مشفر للدبلوماسي الإيراني المحتجز إضافة إلى كتيب يحتوي على إيصالات الدفع النقدي بآلاف اليوروهات، بدأت المحكمة الجنائية الفيدرالية الألمانية وأجهزة المخابرات الألمانية تحقيقًا حول شبكة تجسس كبيرة تحت قيادة أسدي في أوروبا.
ونشرت القناة الألمانية الأولى، تقريراً نقلًا عن مصادر استخباراتية والشرطة الجنائية الفيدرالية الألمانية، كشف تفاصيل عن أنشطة أسد الله أسدي.
وبحسب التقرير، عندما تم القبض على أسد الله أسدي، منذ سنوات، اكتشفت الشرطة الألمانية كمية كبيرة من الأدلة ضده، بينها سيارة مستأجرة من طراز Ford Maxas كان أسدي وولداه يستقلونها، وكتيب ملاحظات أسود يحوي ملاحظات مشفرة قيل إنها تعليمات للتفجير، وآخر أخضر اللون يحوي 200 ورقة وإيصالات تؤكد منح أسدي أموالاً لأشخاص في دول أوروبية مختلفة.
ووفقًا لمسؤولين أمنيين ألمان، أظهرت الوثائق أدلة على أن السكرتير الثالث للسفارة الإيرانية في النمسا كانت لديه رحلات كثيرة إلى الدول الأوروبية.
كما كشف الدفتر الأخضر أن هناك ما مجموعه 289 ملاحظة مخطوطة باللغتين اللاتينية والفارسية، بما في ذلك عناوين مناطق سياحية ومتاجر وفنادق ومطاعم، وفي كل حالة تم ذكر الوقت والتاريخ.
إلى ذلك، تضمن معلومات تتعلق بـ 11 دولة، بما في ذلك فرنسا والنمسا وجمهورية التشيك والمجر وبلجيكا وهولندا وإيطاليا، لكن حوالي 144 ملاحظة كانت تخص مواقع في ألمانيا.
ويسعى مكتب التحقيقات الفيدرالي الألماني (BKA)، الذي يحقق في أنشطة أسد الله أسدي من قبل المدعي العام للبلاد، إلى الحصول على إجابات عن سؤال حول ما إذا كان المعتقلقاد شبكة كبيرة من الجواسيس في عدة دول عربية، وسط ملاحظات تشير إلى تورط مؤسسات معينة في ألمانيا بأفعال أسدي.
وما لفت انتباه الشرطة والمخابرات الألمانية هو أن الإيصالات التي عثر عليها تظهر عدة آلاف من اليوروهات كمدفوعات نقدية لأشخاص بأسماء إيرانية وهويات مجهولة، وتعتقد الشرطة أنها رواتب أشخاص تم توظيفهم للتجسس.
وبحسب القناة الألمانية الأولى، زعم أسد الله أسدي بعد اعتقاله أن هدفه كان زيارة الأماكن السياحة الجميلة، إلا أن جهاز المخابرات الألماني تمكن من التحقق من بعض المعلومات بناءً على بيانات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وإيصالات محطات الوقود وحجوزات الفنادق، حيث وجد أن أسدي كان يدفع دائمًا نقدًا وفي بعض الحالات يجلب معه أكثر من 11000 يورو.
وفي بعض الحالات، مثل زيارة حديقة حيوانات كولونيا، اصطحب “أسدي” أبناءه معه. وحديقة الحيوانات هذه هي آخر مكان ذهب إليه أسدي قبل اعتقاله بتهمة محاولة تفجير مراسم “مجاهدي خلق”.
يشار إلى أن ألمانيا ما زالت تحقق في رحلات الدبلوماسي الإيراني السابق العديدة، وفيما إذا كان يدير شبكة تجسس إيرانية في أوروبا، في وقت رفع فيه المدعي العام البلجيكي دعوى قضائية ضد أسدي يطالب فيها بالسجن لمدة 20 عاماً.