أفغانستان –أوجه الحقيقة
بعد 20 عاما من إخراجها من الحكم، طالبان تحكم قبضتها مجددا على أفغانستان وسقوط العاصمة كابول، إلى أين هرب الرئيس أشرف غاني من البلاد؟
تجولت الحركة المتشددة منتشية في قصره، كما انهارت حكومته، وفر جنوده الواحد تلو الآخر، ليسلموا البلد بأيديهم لمقاتلي طالبان.
فلماذا وقعت أفغانستان بهذه السهولة في غضون أسابيع في يد المتشددين بعد عقدين من هزيمتهم؟ ولماذا انهار الجيش الأفغاني بهذه السرعة رغم الإنفاق الأمريكي الضخم على تدريبه؟ هل هي محطة انطلاق جديدة للتنظيمات الإرهابية التي انطفأت؟ أم ستتحول فعلا إلى حكومة تعترف بها الدول وتتعامل معها؟!
خطة بايدن سقوط كابول
تركت أمريكا وحلفاؤها الشعب الأفغاني يواجه مصيره بنفسه. الرئيس الأمريكي جو بايدن، قرر سحب جنوده من أفغانستان، وأعلنها صراحة أنه ليس مستعدا أن يموت جنوده في معركة يرفض أهلها خوضها.
طالبان التي حكمت بين عامي 1996-2001 قبل أن تنهزم على يد أمريكا وحلف الناتو عقب أحداث 11 سبتمبر الإهاربية وحدت صفوفها طيلة عقدين،
سيطرت على المناطق النائية، تدرب مقاتلوها في الجبال الوعرة، قبل أن يتمكن هذه الأيام 80 ألفا فقط منهم من إلحاق الهزيمة بحوالي 350 ألف جندي أفغاني
رغم سيطرة هذا التنظيم المتشدد على عدد من المدن واصلت أمريكيا سياسة سحب جنودها من الساحة الأفغانية، سحب بايدن قرابة 90 في المئة من قواته في الخامس من يوليو الماضي
محادثات السلام بين قطر وطالبان
تعهد بايدن أن يغادر آخر جندي أفغانستان في سبتمبر المقبل. فتخلت بذلك واشنطن رسميا على الأفغان، الذين قدمت لهم الدعم اللوجستي والعسكري طيلة 20 عاما، وأغدقت عليهم ملايين الدولارات، وأكد رئيسها أنه درب الجيش الأفغاني بما يكفي ليقاوم بنفسه وأن كابول لن تسقط بسهولة لكن مآلات الحرب كان مخالفة لتوقعاته ولتوقعات الآملين في محادثات السلام التي ترعاها العاصمة القطرية الدوحة مع حركة طالبان الإرهابية.
إقرأ أيضاً: الرئيس الأمريكي بايدن يكشف سر انهيار الأفغان أمام طالبان “فيديو”
الجيش الأفغاني
فر الجيش الأفغاني من المعركة، رغم تفوقه العددي على الميدان، والسبب أرجعه محللون لعقيدته اللوجستية المشابهة لعقيدة الجيش الأميركي، الذي أشرف سنوات على تدريبه.
تلعب الطائرات دورا مهما في الإمداد والحماية. لكن سحبت أمريكا لدعمها الجوي والاستخباراتي والمقاولين الذين يشغلون الطائرات والمروحيات الأفغانية جعل جيش الأفغان ينهار أمام مقاتلي طالبان الذي تدربوا لسنوات على المواجهات المباشرة.
الانسحاب الأمريكي من أفغانستان
يرى البعض أن الانسحاب الأمريكي تكتيكي وليس مجرد سوء تقدير أو قصر نظر، يرى أصحاب هذا الرأي أن أمريكا تعمدت الخروج من أفغانستان لتترك جحيما مفخخا بالإرهابيين والمتشددين على تخوم خصمها الصين الجارة المحاذية للأفغان جحيم يمكن أن يستخدمه الإنفصاليون الإيغور لشن هجمات ضد بيكين لكن الصين سارعت لإعلان استعدادها الكامل لإقامة “علاقات ودية” مع طالبان.
قد تتجاوب الحركة المتشددة مع هذه المغازلات الصينية لكي لا تظل منبوذة من المجتمع الدولي وتضمن حليفا حاملا لحق الفيتو لكن المؤكد أنها ستكون ملاذا لإرهابيي العالم ليوحدوا صفوفهم مجددا من قاعدة كانت معقلا لبن لادن وتنظيمه الإرهابي لسنوات.
فهل تكون أفغانستان جحيم العالم بعد أن كانت ولازالت جنة الإرهابين؟
أم ستستخدم طالبان التقية وتعمل على إعادة تقديم نفسها للعالم بنسخة أقل تشددا ظاهريا عملا بالنصائح القطرية؟
إقرأ أيضاً: من هو “عبد الغني بارادار” زعيم أفغانستان المقبل الذي أخرجه بايدن من السجن؟