عام على “جحيم” طالبان… نساء أفغانستان رهن “الموت البطيء”

النساء في افغانستان
أوجه الحقيقة

مع حلول الذكرى الأولى على انقلاب حركة طالبان الإرهابية على الحكم في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية منها، خاضت كابول غمار “جحيم” الأوامر والقرارات وتكبيل الحريات، فلا صوت يعلو فوق صوت سلاح طالبان، وبعد مرور 360 يوماً على تولي الحركة الإرهابية المسلحة مقاليد السلطة، أصبحت أفغانستان دولة أكثر عزلة من أي وقت مضى، وفقاً تقرير نشرته شبكة “سي بي اس” الأمريكية.

وشدد التقرير على أن عدم اعتراف أي دولة بأفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان عليها، لخير دليل على عزلتها وفراغها الدبلوماسي.

وأشار التقرير إلى أن حكومة طالبان لم تسعى إلى تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلد الذي تكبد خسائراً جسيمة جراء الحرب التي استأصلت بنياه ونهشت عملياته الإصلاحية.

كما سلط تقرير “سي بي اس” الضوء على تغاضي طالبان قصداً عن القضايا العالقة في البلاد وتركيز معطياتها وتوجهاتها السياسية والإيديولوجية على إحكام القبض على حياة النساء والفتيات وتسييرها وفقاً لمنهجها المغلق.

نساء أفغانستان

وبين التقرير الأمريكي أن حكومة طالبان، مارست خلال السنة التي مضت الكثير من التضييقات ضد النساء، حيث شددت الحكومة الحصار على حرية تنقل النساء مطالبة بعدم ذهابهن إلى العمل.

وألزمت طالبان منذ توليها الحكم الفتيات فوق سن الـ12 بالمكوث في المنزل وعدم الذهاب إلى أغلب المدارس الرسمية الثانوية، وحرمت نساء من دخول أماكن عملهم.

كما منعوا النساء في أفغانستان من السفر برا في رحلات طويلة المدى بمفردهن، إذ تفرض الحركة المتشددة من أحد الأقارب الذكور مرافقتهن خلال الرحلة لأي مسافة تتجاوز 73 كيلومترا.

ومنذ الاستيلاء على السلطة، استمرت طالبان في انتهاج سياسية الموت البطيء للأفغانيات، حيث مسحت دائرة الحرية الذاتية للمرأة من سجل أحكامها وفرضت جملة من القرارات الانطوائية، لتحظر  الإرشادات الجديدة وجود المرأة في جميع الأعمال الدرامية والمسلسلات والعروض الترفيهية، وأصدرت أوامر لمقدمات الأخبار بارتداء الحجاب على الشاشة.

وفي آخر مرسوم لطالبان، أمرت الحركة النساء بتغطية وجوههن في الأماكن العامة مع تفضيل ارتداء البرقع، وتكريس سياسة استبعاد النساء من المحاكم، إذ حرمتهن طالبان فعليا من الحق في اللجوء إلى القضاء لتصحيح أي من هذه الانتهاكات.