أوجه الحقيقة – تركيا –
كشف النائب عن حزب “الشعوب الديمقراطي” الكردي، وعضو لجنة حقوق الإنسان في البرلمان التركي، عمر فاروق جرجرلي أوغلو، سر تحركات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المنطقة، ورغبته في التوسع إقليميا، وفرض سطوته في العراق وسوريا وليبيا وسبب نزاعه مع مصر واليونان وقبرص.
وقال في تصريحات صحفية: إن أردوغان يسعى وراء أحلام كبيرة رغم انخفاض شعبيته في البلاد، وعلى الرغم من حقيقة أنه فقد مكانته في الخارج لسنوات عديدة، إلا أنه يحاول متابعة أجندته السياسية من خلال اتخاذ خطوات جديدة يحاول بها اكتساب نفوذ جديد، والهيمنة في البحرين المتوسط والأسود والتحرك في ليبيا، وإعادة الحلم العثماني.
وأضاف أن الحكومة التركية الحالية ضعيفة وأردوغان يدرك ذلك، ويعتقد أن حالة الضعف الحالية في تركيا ستكون مؤقتة وفور تنفيذ أجندته ستعود قوة كبيرة وإمبريالية فهو لديه رغبة انتقامية ويريد أن يعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 100 عام، ولذلك يردد دائما: “سننتقم من الماضي”.
ومن أجل تحقيق ذلك، كما يقول البرلماني التركي، يحاول أردوغان استخدام “الإسلاموية”، ويسعى للحصول دعم الحركات الإسلامية، ولا يتردد في العمل والتنسيق مع “داعش” والإخوان المسلمين وغيرهم من التنظيمات المتطرفة والإرهابية عند الضرورة، ولذلك فهذه التحركات قادته لصراعات في المنطقة، وزجت به في مزيد من التوترات مع الدول الإقليمية والمجاورة، لكنه لا يهتم بذلك في الواقع.
ويقول إن الصراع والاستقطاب هما الأدوات التي يستخدمها أردوغان لتقوية مواقفه السياسية، حيث يمارس ذلك في إدارة نزاعه مع مصر، وقد تتفاقم التوترات مع مصر بسبب مواقفه وطموحاته التي تصطدم بمصالح مصر، لكنه لا يعبأ بذلك بل يسعى لهدف واحد وهو تنفيذ خطة كبيرة عمرها 100 عام في البحر المتوسط والبحر الأسود، ومعاداة كل من يقف في طريقه.
ويكشف جرجرلي عن تلك الخطة ويقول إنها خطة “الميثاق الملي” والتي يلوّح بها الرئيس التركي في كل مناسبة، وكان آخرها ما صرح به في العام 2016 عند معركة تحرير الموصل، حيث قال عند استبعاد تركيا من تحرير المدينة “على العراقيين أن يقرأوا الميثاق ليفهموا معنى الموصل بالنسبة لنا”.
“الميثاق الملي” هي خطة صدرت في العام 1920 في تركيا ويتخذها أردوغان وسيلة لإضفاء شرعية على تحركاته في المنطقة، وتعتبر وثيقة ترسيم جديدة لحدود الدولة التركية عقب سقوط فكرة العثمانية والخلافة.
وتتكون من 6 مبادئ، تتضمن مستقبل المناطق ذات الأغلبية العربية، وضمان أمن إسطنبول وبحر مرمرة، والإشراف على حركة التجارة في المضايق من جانب تركيا، واعتبار إقليم كردستان بالكامل إضافة إلى شمال سوريا وعاصمته حلب، وشمال العراق وعاصمته الموصل، وجزر بحر إيجة، إضافة إلى جزيرة قبرص بالكامل جزءًا من الدولة التركية.
تلك الخطة، ورغم اختفائها بعد هزائم تركيا المتتالية في بدايات القرن العشرين، وتوقيعها لمعاهدة “لوزان”، إلا أنها ظلت جزءا من حلم تركي يحاول أردوغان اليوم إحياءه لشرعنة تدخلاته في سوريا والعراق والمتوسط وقبرص وليبيا والمتوسط والبحر الأسود في وقت واحد.
ويختتم البرلماني التركي قائلا: “أردوغان يسعى وراء أحلام كبيرة وقديمة وسيواصل التحركات لتنفيذها دون إدراك أن الماضي لا يمكن الانتقام له حاليا”.