على الرغم من أن الخطاب التركي الرسمي تجاه إسرائيل يوصف بـ”العدائي”، إلا أن أنقرة تعتبر شريك إسرائيل الاستراتيجي في كثير من المجالات، الأمر الذي يعتبره كثيرون “ازدواجية في المواقف” تجاه الإسرائيليين والفلسطينيين.
وتعلن تركيا دوما دعمها للقضية الفلسطينية في محاولة لكسب ود الشارع، مقابل حرصها على إبداء “عداء كلامي” لإسرائيل.
كما ينظم حزب العدالة والتنمية الحاكم بصفة مستمرة تظاهرات في إسطنبول دعما للقضية الفلسطينية، يقابلها احتفال يقام سنويا في السفارة الإسرائيلية بأنقرة بذكرى تأسيس الدولة العبرية.
ويأتي المشهدان في إطار لعبة يجيدها الرئيس التركي للفوز بتأييد الشارع وفي ذات الوقت كسب ود الحليف الاستراتيجي لأنقرة – تل أبيب.
تاريخيا، تعتبر تركيا أول دولة ذات غالبية مسلمة تعترف بإسرائيل عام 1949. لكن اللافت أن العلاقات التركية الإسرائيلية التي بدأت في هذا العام، لم تتأثر بتولي حكومة العدالة والتنمية مقاليد الحكم في تركيا عام 2002.
وعمل الحزب على تعزيز الاتفاقات السابقة مع إسرائيل. وفي عام 2005 قام رئيس الوزراء التركي حينها رجب طيب أردوغان بزيارة وصفت بالمهمة إلى إسرائيل.
هذا وسجل عام 2009 أحد أبرز فصول مسرحية أردوغان، إذ انسحب الرجل من قمة دافوس بعد أن أظهر على الهواء خلافا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها شمعون بيريز.
لكن المثير هو أن هذا الخلاف لم يؤثر في العلاقات والتعاون بين البلدين.
بعدها، جاء عام 2010 ليسجل فصلا آخر من فصول مسرحية أردوغان، المتمثلة في إظهار العداء لإسرائيل، إذ وقعت حادثة السفينة مرمرة التركية.
توتر ظاهري أعقب الحادثة، لكنه لم يؤثر أيضا على التعاون بين الجانبين. ونتج عن هذا الخلاف الظاهري بعد سنوات ما وصف باتفاق المصالحة.
وتعد تركيا ثاني دولة بعد الولايات المتحدة تحتضن أكبر مصانع أسلحة للجيش الأسرائيلي. وقد وقع البلدان عام 2015 اتفاقيات عسكرية وصلت لأكثر من ثلاثة مليارات دولار.
تجاريا، تعتبر شركات الطيران التركية أكبر ناقل الجوي من وإلى إسرائيل.
كما تخطى حجم التبادل التجاري بين أنقرة وتل أبيب عام 2019 حاجز الأربعة مليارات دولار.
وفي خضم خطاب أردوغان الداعم للقضية الفلسطينية، أرسلت أنقرة أكثر من مليون طن أسمنت لإسرائيل عام 2018 لبناء المستوطنات.
الأمم المتحدة بدورها تفند مزاعم الدعم التركية لفلسطين، حيث لم يشتمل تقرير لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اسم تركيا من بين الدول الأكثر دعما للوكالة.