أوجه الحقيقة
تواصل أزمة نقص الخبز حدتها في تونس منذ أيام، المادة الغذائية التي أضحت تمثل حالة من التذمر والاستياء في صفوف التونسيين، بسبب وقوفهم ساعات طويلة في الطوابير لينالوا حاجتهم من مادة الخبز، وسط مخاوف من رفع الدعم بشكل تدريجي عن الخبز خلال الفترة القادمة.
إلى ذلك، يتبادل منتجو الحبوب وأصحاب المخابز لائحة الاتهامات فيما بينهم بالوقوف وراء ظاهرة فقدان رغيف الخبز.
من جانبها، أعلنت وزارة التجارة التونسية “تعليق بيع الفارينة الرفيعة والسميد لمحلات صنع الخبز المعروفة بالمخابز العصرية”، في خطوة نحو احتواء الأزمة ومقاومة الاحتكار.
وأضحت الوزارة في بيان لها، أمس الأربعاء، أن “الرفع من نسق توزيع مادة الفارينة المدعمة في السوق”، يأتي لتلبية الحصص المسندة للمخابز المصنفة (التقليدية التي توفر خبزا مدعما).
في المقابل، يطالب أصحاب المخابز الحكومة بتسديد الديون المستحقة لهم، على اعتبار أن مادة الخبز في تونس مدعمة من طرف الدولة، الأمر الذي زاد من تفاقم الأزمة لا سيما تزامناً مع ما تعانيه البلاد من أزمة اقتصادية ومالية.
إرهاب التجويع ولوبيات الافتعال
وفي السياق، أقر الرئيس التونسي قيس سعيد، أن بلاده تواجه اليوم إرهاب من نوع جديد يسعى لتجويع الشعب التونسي، متهماً ما وصفه بـ”اللوبيات” بافتعال أزمة الخبز وتسعى لتأجيج الأوضاع الاجتماعية.
وقال سعيد في كلمته خلال حفل تسلم رئيس الحكومة الجديد أحمد الحشاني مهامه في قصر الحكومة بالعاصمة بعد إنهاء مهام نجلاء بودن، الأربعاء، إن تونس تواجه “نوعا من الإرهاب يسعى لتجويع الشعب”، وفقاً لمقطع فيديو نشرته الرئاسة التونسية أمس الأربعاء.
اشراف رئيس الجمهورية #قيس_سعيد على موكب تسلم السيد أحمد الحشاني لمهامه رئيسا للحكومة. #TnPRhttps://t.co/u7rgUpOLgT
— Tunisian Presidency – الرئاسة التونسية (@TnPresidency) August 2, 2023
وأضاف: “بين أهم التحديات مواجهة نوع آخر من الإرهاب الذي تسعى اليه هذه “الكرتلات” لتجويع الشعب”.
وشدد سعيّد أنه “لا مجال للتسامح مع هؤلاء أبدا، ولابد من محاسبتهم”، دون ذكر جهة محددة.
وتوعد الرئيس التونسي “من يتلاعب بقوت الشعب وبالأمن الاهلية داخل تونس سيدفع الثمن باهظا، لن نترك أحدا يتلاعب بقوت التونسيين”.
وأكد أنهم “لن يستطيعوا إرباك تونس، وسيستمرون في تطهير البلاد ومحاسبة الفاسدين الذين يعتقدون أنهم فوق كل مساءلة”.