أوجه الحقيقة – بغداد
مع تنامي التهديد التركي للأمن القومي العربي بشكل كبير، تشتعل خطوط الاتصالات الساخنة بين عواصم عربية للتباحث في ملفات العراق وليبيا ومصر وشرق المتوسط، ما جعل بعض المتابعين يعتبرون ما يجري بمثابة بداية لقيام العرب بترتيب بيتهم الداخلي من أجل مواجهة التجاوزات التركية في العراق، فهل ما يجري حقاً هو كذلك؟ وما على العرب فعله حقاً من اجل تحقيق هذا الهدف المشروع؟.
وفي آخر الاتصالات العربية ـ العربية بهذا الشأن، بحث وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مع نظيريه البحريني عبد اللطيف الزياني، والإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان كلا على حدة، تطورات الوضع في شمال العراق والاعتداء التركي، حيث دعا العراق بحسب بيان للخارجية العراقية أن تضطلع الدول الشقيقة بمواقف تدعم أمن وسيادة العراق، وتلزِم الأتراك بعدم تكرار مثل هذه الانتهاكات، وسحب قواتهم المتوغلة في الأراضي العراقية، فيما أكد الوزيران البحريني والإماراتي دعم بلديهما لأمن وسيادة العراق، وضرورة الوقف الفوري للاعتداءات التركية.
العواصم العربية أيضاً أصدرت بيانات شجب وإدانة واستنكار التجاوزات التركية في العراق و التوغل التركي في شمال العراق بعمق 50 كم، وعملية استهداف سيارة تابعة للجيش العراقي أودت بضابطين عراقيين و 5 عسكريين إضافةً لمدنيين.
من جهته قال مصدر صحفي مقرب من رئاسة الجامعة العربية أن الجامعة وأعضائها يبحثون حالياً طرق مواجهة التوغل التركي في شمال العراق، كبداية لمواجهة التوغل التركي في المنطقة العربية عموماً، وأضاف المصدر بالقول: ستصدر لاحقاً بيانات رسمية من الجامعة، تترافق مع قرارات سيادية لكل دولة على حدى ضد النظام التركي سياسية ودبلوماسية واقتصادية على حد قوله.
في حين طالب ناشطون عرب الحكومات العربية عدم الاكتفاء ببيانات الإدانة والاستنكار لأنها لن توقف التجاوزات التركية في العراق بل ستشجعها عن كان ذلك سقف الموقف العربي ضد مخططات أنقرة بحسب تعبيرهم.
ورأى هؤلاء أن على الدول العربية القيام بتحرك فعلي وسريع، كإرسال مساعدات عسكرية ولوجستية للجيش العراقي، ويُفضل أيضاً إرسال جنود عرب ولو كانوا بأعداد رمزية إلى العراق لتكون رسالة قوية لتركيا وفق رأيهم.
بينما قال أحد المحللين : إن حفظ أمن العراق هو من الأمن القومي للعرب عموماً، لكن لدول الخليج بشكل خاص، لأنه بوابة النظام الإخواني إلى الخليج العربي، ونخشى أن تكون الكويت أولى محطات تركيا في تنفيذ خططها العدائية والتوسعية لذلك يجب وقف أنقرة في العراق وإبعادها عن شماله وفق رأيه.