غداة انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، التي راعتها الأمم المتحدة وتركيا، منددة بالعوائق التي تعترض تصدير منتجاتها الزراعية، اتّهم الكرملين، كييف باستغلال ممر الحبوب “لأغراض عسكرية”.
وأفاد المتحدّث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف في تصريحات نقلتها وكالة “نوفوستي”، بأن المنطقة التي يرعاها اتفاق الحبوب “يستخدمها نظام كييف لأغراض عسكرية… هذه حقيقة واضحة”.
واعتبر بيسكوف أن الموقف الذي اتخذته الدول الأوروبية “مخزٍ”، مبرراً وصفها بأن هذه الدول لم تلتزم بنود الاتفاق المتعلقة بروسيا، وهو ما أجبر موسكو على الانسحاب من المبادرة.
وأوضح المتحدث باسم الكرملين إلى أن تعليق بلاده مشاركته في الاتفاق “ليس خطأ” الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش، حيث تتحدث روسيا عما نصت عليه الاتفاقية من بنود توجب إزالة العقبات والعقوبات التي تعرقل صادراتها من الحبوب والأسمدة، إلا أن هذا الأمر لم يتحقق.
وجدد متحدث الرئاسة الروسية التأكيد على استعداد موسكو “من دون أدنى شك” تصدير حبوبها مجّاناً إلى الدول الأفريقية التي هي بأمس الحاجة إليها.
حتى بدون روسيا سنستمر
إلى ذلك، طلبت أوكرانيا من تركيا استئناف اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، اليوم الثلاثاء، دون روسيا، حسبما نقلت وكالة “ريا نوفوستي” عن مصدر مسؤول.
سواء أعطت موسكو ضمانات أمنية لسفن التصدير أو لم تعطها، أعربت كييف عن عزمها الاستمرار في هذا الاتفاق، الذي راعته الأمم المتحدة وتركيا منذ مايو 2022 بهدف تأمين سلسلة الإمدادات الغذائية والنأي عنها من الصراعات الحربية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تصريحات أوردته وكالة الصحافة الفرنسية: “حتى بدون روسيا، يجب القيام بكل شيء حتى نتمكن من استخدام هذا الممر (للتصدير) في البحر الأسود. لسنا خائفين”.
وندد الكرملين باقتراح أوكرانيا مواصلة تصدير الحبوب دون موافقة روسيا، محذراً من أن هذا القرار ينطوي على مخاطر.
الكرملين يكشف عن أمد “الحرب الهجينة” بين روسيا والغرب في أوكرانيا