اللاجئات الأوكرانيات: فريسة كتائب الجمال المكبوتة وصنارة لشباك “الدعارة”

الدعارة في أوكرانيا
أوجه الحقيقة

تولد المأساة من رحم المعاناة، وتجند الانسانية ذاتها لحلّ الأزمات، فمثلما فرضت الحرب في أوكرانيا الموت لسكانها والدمار لأجزائها، فقد أنتجت في الضفة الأخرى موجة لجوء اجتاحت الدول الأوروبية المجاورة لأوكرانيا خاصة من النساء والأطفال، إلا أن التوافد الكبير للاجئات الأوكرانيات على الحدود أضحى لكتائب المكبوتين جنسيا صيداً غنيماً لحسناوات شقراوات، مستغلين في ذلك ضعفهن وبحثهن عن مكان آمن يحتمين به.

ففي ظلّ أزمة اللجوء التي أجبرت أكثر من أربعة ملايين ونصف أوكراني على الهروب من بشاعة الحرب، أغلبهم نساء غادرن منازلهن رفقة أولادهن بحثاً عن بديل آمن، تضاعفت مصيدة الجمال الغرائزي التي كانت في الواجهة، ليختار عدد من تجار البشر منصات التواصل الاجتماعي وجهةً لممارسة محاولات الإيقاع باللاجئات الأوكرانيات جنسيا وإحالتهن على “رشوة الدعارة” للحصول على منزل لائق في دولة أوروبية.

بيع النساء في أوكرانيا

كشفت الحرب في أوكرانيا دموية القصف الروسي وفضاعة جرائمه الإنسانية في حق المدنيين التي حولتهم إلى جثث متراكمة في مقابر جماعية رهيبة، وهو ما يؤكد اندثار النزعة الانسانية في حماية المواطن الأوكراني من الهجمات العدائية، فهذه النزعة التي دُفنت في الحرب ثبت انعدامها في قضية لجوء الأوكرانيات اللواتي أصبحن فريسة للنزعة الحيوانية لعدد من المستغلين لمأساة النزوح ومآسي الحروب.

وفي هذا السياق، نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية، تحقيقاً سلط الضوء على معاناة اللاجئات الأوكرانيات اللواتي يستخدمن منصة “فايسبوك” من أجل بحث عن منزل آمن في المملكة المتحدة حيث تعرضن لخطر الاستغلال الجنسي.

وبينت الصحيفة في التحقيق أن اللاجئات محط أنظار المستهدفين والتجار غير الأخلاقيين، حيث ادعى مراسل للصحيفة في إطار الإعداد للتحقيق، أنه لاجئة أوكرانية من كييف، مستخدماً اسم “نتاليا” وحدد العمر ب22 سنة على موقع “فايسبوك”، لنشر رسالة على أكبر مجموعة للمضيفين في المملكة المتحدة، ليتفاجأ بعد دقائق، استقباله لرسائل غير لائقة وذات إيحاءات جنسية من رجال يبحثون عن علاقات.

وأثارت رسالة المراسل تفاعل الكثيرين  من الرجال الذي كذبوا جميعا اقتراح “نتاليا” بالبحث عن ايجار سرير ومنزل آمن، مشيرين إلى  وجود عدة غرف نوم في منازلهم التي تضم سريراً واحداً، في وقت اقترح “صياد” آخر مشاركة سريره، فكتب: “لدي سرير كبير. يمكننا أن ننام معاً”. وأرسل رجل ملاحظة صوتية يقول فيها: “أنني مستعد لمساعدتك وربما أنت قادرة على مساعدتي أيضاً.”

حسناوات أوكرانيا

ما انفكت كتائب الغريزة الحيوانية تلاحق اللاجئات الحسناوات اللواتي يدفعن ضريبة جمالهن، عن طريق البحث عن منزل آمن.

وفي ذات السياق المتعلق بتحقيق “التايمز” والرسائل الواردة، حيث سأل رجل في العقد الرابع من عمره “نتاليا”: “هل أنت عزباء؟”، وعرض عليها الزواج مضيفاً: “سأنام على كنبة، لا تقلقي، لست مهووساً بالجنس”.

وخلال يومين، تلقت “نتاليا” 41 رسالة من رجال فقط يقيمون بمفردهم حسب ما أعلنوا، من مجموع 75 رسالة وصلت إلى حسابها.

وفي المقابل، تضمنت رسائل التحرش الافتراضي التي وردت على حساب المراسل، ادعاء عدد من الرجال امتلاكهم منازل كبيرة لكن توجد فيها غرفة نوم واحدة.   

“الدعارة” تترقب اللاجئات الأوكرانيات ودعوات رسمية للحذر

تحدثت تقارير إعلامية عن ترصد عدد من العصابات وشبكات الدعارة للاجئات الأوكرانيات بكمين العبور والحصول على منزل ومرتب شهري قار.

وذكرت وسائل إعلام ألمانية أنه تم الابلاغ عن حالات تحرش جنسية في مراكز اللجوء في ألمانيا، وذلك من خلال اكتشاف أن موظفين يعملون في مراكز لجوء عرضوا رُشًى جنسية على لاجئات أوكرانيا مقابل تسهيل اللجوء.

وقالت صحفية “فيرونكا ففاشتيك” إن الشرطة في ألمانيا تراقب تجار البشر لحماية النساء والأطفال من الوقوع في قبضة رجال العصابات الإجرامية الناشطة في مثل هذه المواقف لاصطياد الأطفال والنساء واستغلالهم جنسياً.

وحذرت الشرطة الألمانية منذ بداية توافدهن، اللاجئات من الانسياق وراء الرجال خاصّة المسنّين الذين يعرضون أموالا طائلة وأماكن للإقامة المجانية، كفخ غرائزي من أجل تجنيدهن في الدعارة.

أسعار البنات في أوكرانيا

ونشرت القناة 12 الإسرائيلية تقريرأ تناول تعرض اللاجئات الأوكرانيات إلى المضايقات من خلال دعوتهن إلى الالتحاق بالدعارة فور هبوطهن من الطائرة، حيث تلقت الشرطة الإسرائيلية شكاوى من لاجئات وصلن إلى مطار بن غوريون في تل أبيب، تفيد بتعرضهم لمحاولات إقناع من أجل العمل في شبكات الدعارة.

وأوضحت القناة في تقرير نشرته على موقعها الرسمي، أنه ثمة من وصفتهم بالمجرمين في إسرائيل، يحاولون إدخال النساء الأوكرانيات في مجال الدعارة عن طريق إغرائهن بمقابل مادي.
 وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أن هذه الظاهرة، التي انتشرت أكثر مع توافد الأوكرانيات، محل اهتمام من الشرطة الإسرائيلية التي تسعى لمكافحة الظاهرة، حيث أصدرت تعليماتها بملاحقة المجرمين ومتابعهم قضائيا.

حسناوات أوكرانيا: لاجئات أم مجندات؟