على الرغم من لهجة التهدئة التي اتسمت بها خطابات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان خلال اليومين الماضيين تجاه الاتحاد الأوروبي، وصب اهتمامه إعلامياً بعيدا عن ليبيا، إلا أن تقارير ألمانية أفادت بأن سفينة تركية مشبوهة اتجهت إلى مدينة مصراتة في ليببا.
وذكر موقع دير شبيغل، الاثنين، أن تركيا منعت الجيش الألماني الذي يعمل ضمن مهمة إيريني، لمراقبة قرار حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، من فحص سفينة شحن مشبوهة في اللحظة الأخيرة.
كما أوضح أن الفرقاطة الألمانية “هامبورغ” أوقفت أمس الأحد، سفينة الشحن التركية “روزالين إيه” على بعد 200 كيلومتر شمال مدينة بنغازي شرق ليبيا، لأن البعثة التي يقودها الاتحاد الأوروبي “إيريني” كانت لديها دلائل على أن الباخرة تحمل أسلحة يتم تهريبها إلى ليبيا، إلا أن الجنود الألمان اضطروا لمغادرة السفينة والسماح لها بإكمال طريقها إلى مصراتة.
يأتي هذا بينما تدشن ليبيا الغارقة منذ سنوات في الفوضى، جولة جديدة من الحوار بين الأطراف المتصارعة برعاية الأمم المتحدة، أملاً بالتوصل إلى اتفاق على آليات للترشح للمناصب في المجلس الرئاسي والحكومة المولجة إجراء انتخابات نيابية في ديسمبر المقبل.
وكانت تركيا على مدى الأشهر الماضية فاقمت تدخلاتها في الملف الليبي، داعمة حكومة الوفاق بوجه الجيش، بالأسلحة والعتاد. كما ضخت آلاف المرتزقة السوريين، وزجت بهم في معارك في العاصمة طرابلس، ما عقد التوصل إلى حل ووقف لإطلاق النار وأخره لأشهر.
يذكر أن المجتمع الدولي كان شدد خلال مؤتمر برلين الذي عقد في يناير الماضي على ضرورة وقف التدخلات الخارجية، والاستمرار في حظر تدفق الأسلحة، بغية التوصل إلى حل للصراع الذي أغرق البلاد منذ سقوط نظام معمر القذافي في القتال والفوضى.