أوجه الحقيقة – لبنان –
شن سياسيون لبنانيون هجوماً عنيفاً على مليشيا حزب الله ومن خلفها إيران، لموقفه المتعنت هو وحركة أمل من تشكيل الحكومة الجديدة، والذي انتهى باعتذار رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب.
ووضع السياسيون ورؤساء حكومات لبنانية سابقون، السبت، “اعتذار أديب” في خانة الفشل السياسي المستمر، مؤكدين أن ما حصل هو هدر فرصة إنقاذ البلاد.
رؤساء الحكومات اللبنانية السابقين أكدوا أن اللبنانيين يضعون اعتذار أديب في خانة المعرقلين الذي لم تعد هناك حاجة لتسميتهم في إشارة منه إلى الثنائي الشيعي.
وقال بيان رباعي لـ(سعد الحريري ونجيب ميقاتي وتمام سلام وفؤاد السنيورة): “مرة جديدة، يقدم أهل السياسة في لبنان لأصدقائنا في العالم نموذجاً صارخاً عن الفشل في إدارة الشأن العام ومقاربة المصلحة الوطنية”.
وتابع: “اللبنانيون يضعون اعتذار الرئيس المكلف مصطفى أديب عن مواصلة تشكيل الحكومة اليوم، في خانة المعرقلين الذي لم تعد هناك حاجة لتسميتهم، وقد كشفوا عن أنفسهم في الداخل والخارج ولكل من هب من الأشقاء والأصدقاء لنجدة لبنان بعد الكارثة التي حلت ببيروت”.
وذكر: “نقول إلى أولئك الذين يصفقون اليوم لسقوط مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.. إنكم ستعضون أصابعكم ندماً لخسارة صديق من أنبل الاصدقاء ولهدر فرصة استثنائية سيكون من الصعب أن تتكرر لوقف الانهيار الاقتصادي ووضع البلاد على سكة الإصلاح المطلوب”.
لكن رؤساء الحكومات السابقين شددوا على أن مبادرة ماكرون لم تسقط لأن “الذي سقط هو النهج الذي يقود لبنان واللبنانيين للخراب، ولن تنفع بعد ذلك أساليب تقاذف الاتهامات ورمي المسؤولية على الآخرين ووضع مكون رئيسي لبناني في مواجهة كل المكونات الأخرى”.
بدوره، اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أن اعتذار أديب أكد المؤكد بأنه لا يمكن التفكير بأي إنقاذ إلا بحكومة مستقلة فعلا.
وأضاف: “تسمية الوزراء من قبل فرقاء المجموعة الحاكمة الحالية قد أثبت فشله وأدى بالبلاد إلى ما أدى إليه، ولا يمكن التفكير من الآن فصاعدا بتشكيل أي حكومة إلا انطلاقا من الأسس التي اعتذر الرئيس أديب بسببها”.
ووجه التهنئة لرئيس الوزراء المعتذر مصطفى أديب، حتى مع عدم تسمية حزبه له، لأنه أول مسؤول لبناني يستقيل عندما لا يتمكن من أن يترجم قناعاته.
أما المنسق الأممي الخاص في لبنان يان كوبيش فقد حذر من أن “هناك درجة عالية من اللا مسؤولية، ومصير لبنان وشعبه على المحك”.
وفي محاولة منه لحفظ ماء الوجه، أعلن نبيه بري رئيس البرلمان اللبناني (رئيس حركة أمل) تمسكه بالمبادرة الفرنسية.
وبعد الاتهامات التي وجهت إليه ولحليفه حزب الله بعرقلة تشكيل الحكومة، زعم بري أنه “لا أحد متمسك بالمبادرة الفرنسية بقدر تمسكهم بها، ولكن هناك من أغرقها في ما يخالف كل الأصول المتبعة”.
وقال: “المبادرة الفرنسية روحها وجوهرها الإصلاحات، والحكومة هي الآلة التي عليها أن تنفذ هذه الإصلاحات بعد إقرارها”.
وأضاف: “أعتقد أن كل الكتل مع هذه الإصلاحات والمجلس النيابي أكثر المتحفزين لإقرار ما يجب، ونحن على موقفنا بالتمسك بالمبادرة الفرنسية وفقا لمضمونها”.
كان الرئيس اللبناني ميشال عون أعلن قبوله اعتذار “أديب”، مؤكداً اتخاذه الإجراءات المناسبة وفقاً لمقتضيات الدستور.
وشهد اليومان الأخيران مشاورات سياسية مكثفة وتم الحديث عن بعض الأجواء الإيجابية نتيجة طرح رئيس الحكومة السابق مبادرة تقضي بأن يسمي “أديب” وزيرا للمالية وبالتالي إبقاء هذه الوزارة مع الشيعة.
لكن الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) عاد وطرح قضية أخرى وهي أن يسمي بنفسه أيضا جميع الوزراء الشيعة في الحكومة وهو ما رفضه أديب ومعظم الفرقاء السياسيين.
واعتذار أديب يعني بقاء حكومة حسان دياب في تصريف الأعمال إلى حين دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى استشارات نيابية لتسمية رئيس جديد للحكومة.
ومنذ أسبوع، جهز مصطفى أديب اعتذاره عن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، إلا أن تدخلا من ماكرون “شخصيا” دفعه لإرجاء الخطوة في محاولة أخيرة نحو الحل وهو ما لم يحدث.
والجمعة، عقد رئيس الوزراء المعتذر لقاء مع ممثلي حركة أمل وحزب الله لكنه انتهى دون التوصل إلى أي نتائج إيجابية.