أوجه الحقيقة
فرضت عملية تمرّد رئيس مجموعة “فاغنر” العسكرية الروسية، يفغيني بريغوجين، على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إعادة ترتيب عدد من الحسابات على المستوى الذاتي ودائرة محيطه، من خلال محاولة بوتين تعزيز أمنه الشخصي، وفق ما أوردت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
وأفادت الصحيفة في تقريرها بأن مساعدي الرئيس الروسي وحراسه يخضعون لعملية اختيار صارمة للغاية، لدرجة أن أحد حراسه السابقين وصفهم بأنهم “طبقة مختارة من الأشخاص”.
إلى ذلك، لم يقدم بوتين حتى الآن بأي إجراء أو أعمال “تطهير وقمع رداً على التمرد الفاشل على غرار قادة آخرين”، الأمر الذي فسرته الصحيفة بعدم رغبة الرئيس الروسي “بتقويض نظامه بشكل أكبر”.
ووصفت الصحيفة تعامل بوتين مع تمرد “فاغنر”، بأسلوب “الجزة” دون “العصا”، رغم أن الرئيس الروسي يعرف عادة بــ”القسوة”، فالتجأ إلى صرف مكافآت ولاء للمقربين منه وزيادة 10.5% للجنود والضباط في القوات المسلحة ورجال أمن.
منطقة نظيفة حول بوتين
وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أن “بوتين يعمل في مكاتب مشابهة البنية في عدة مقار سكنية مختلفة، حتى لا تكشف الصور موقعه الحقيقي. ويبذل جهوداً لتأمين نظامه من المؤامرات مرة أخرى”.
وأوضح تقرير الصحيفة الأمريكية أن الكرملين مستمر في فرض “منطقة نظيفة” حول الرئيس، على الرغم من انتهاء جائحة كورونا، ويلزم الأشخاص بحجر صحي لأيام قبل الاقتراب منه.
ويذكر أن بريغوجين أعلن في 24 يونيو الماضي التمرّد المسلح ضدّ قيادات الجيش الروسي، بسبب ما اعتبره استهداف ممنهج لمقاتلي “فاغنر” في أوكرانيا، إلا أن وساطة بيلاروسية قادها الرئيس ألكسندر لوكاشينكو حالت دون سفك الدماء، فانتهى التمرد بتراجع قوات “فاغنر” وانتقال مؤسسها إلى مينسك.