“بيتكوين وأخواتها”… جحيم الربح السهل أسرار وخفايا لأول مرة؟

البتكوين

أوجه الحقيقة

تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي كعادتك، فتهاجمك إعلانات الاستثمار في العملات الرقمية، تقرأ المقالات عن صعود صاروخي لقيمة “البتكوين” أو “الإيثوريوم”،مقاطع فيديو لأشخاص يحثونك على الاستثمار في العملات المشفرة، و يكبر حلم الميليونارات في داخلك دون الحاجة إلى العمل والدوام 8 ساعات في اليوم وأكثر.
دعنا نقطع عليك حلمك، ونحدثك عن حقائق ربما لا تعرفها عن العملات المشفرة وتأثيرها على عالمنا، قبل ذلك، تأمّل في تقاسيم وجه هذا العجوز الطيب لتفهم القصة من البداية.

كيف بدأ البيتكوين؟

إذا ما استثنينا B-Money و Bit Gold، اللتان اندثرتا قبل البداية بيتكوين أول عملة رقمية مشفرة شقت طريقها إلى النور، تم إتاحتها للجمهور أول مرة سنة 2009 على يد شخص يدعى ساتوشي ناكاموتو ظل ساتوشي هذا شخصية خيالية مجهولة إلى حد اليوم الذي ظهر فيه هذا الرجل الياباني الطيب، ” السبب الرئيسي لتواجدي هنا هو أن أبرئ إسمي أن لا علاقة لي بـ”بيتكوين” .

وكما قال الرجل لا علاقة له ببيتكوين ومجرد تشابه أسماء ليرجع باعث البيتكوين إلى دائرة المجهول إلى يومنا هذا.
وهنا نطرح التساؤل المنطقي:

إذا كان باعث بيتكوين مجهولا ولا يمكن تعقبه فكيف الحال مع البيتكوين بحد ذاته؟!
لا يمكن!… وهنا تكمن الفكرة…الهروب من عيون الأخ الأكبر يعني الهروب من سلطة البنوك والحكومات.

ما هو البتكوين

عملات لا تخضع لسلطة بنوك بل أكواد تمثل نقودا إلكترونية لا مركزية يتم تداولها بواسطة التشفير عبر تقنية “البلوك تشاين” أو “ما يعرف بسلاسل الكتل” ، حيث يتم تخزين كل كتلة من السلسلة ومشاركتها عبر شبكة الانترنيت في سلاسل من الحواسيب المنتشرة حول العالم بشكل مشفر، مما يجعلها عصيّة على الاختراق…
دعنا نبسّط الأمر بعيدا عن هذه الفلسفة التقنية:
هي وسيلة للدفع والشراء عبر الانترنيت لا يمكن للبنوك أو الحكومات تعقبها أو الولوج إليها “إذا لا يمكنك فك التشفير..، لا يمكن للحكومات الولوج، عندها الجميع يتجولون حاملين بنكا سويسريا في جيوبهم”
(باراك أوباما)
“كيف يمكننا القبض على المصور الإباحي للأطفال؟! كيف يمكننا حل أو تعطيل مؤامرة إرهابية؟! ماهي الآليات المتوفرة لدينا حتى للقيام بأشياء بسيطة مثل فرض الضرائب؟!”
سيد أوباما إلى حد هذه اللحظة لا يمكن الولوج أو تعقب العمليات المدفوعة بالعملات المشفرة… وإذا كانت أول معاملة بريئة تمت عبر بيتكوين قام بها سعيد الحظ هذا، الذي قايض 10 آلاف بيتكوين مقابل اثنتين من البيتزا سنة 2010 بقيمة جملية تعادل 30 دولارا
“الناس يسألونني يا رجل يالك من أحمق! لماذا لم تحتفظ بالـ”بيتكوين”؟!… قلت؛ على أحدهم أن يبدأ الأمر” اليوم البيتزا التي اشتراها هذا المحظوظ تساوي أكثر من 600 مليون دولار أمريكي كبر البيتكوين،… فقد براءته وكشّر عن أنيابه، مما يجعله بالنسبة لأشرار العالم بمثابة سوق سحرية ٱمنة وخفيّة في أحد أفلام هاري بوتر.
حسنا!.. بما أنك تشاهدنا فأغلب الظن أنك من أخيار العالم… لذلك وجب أن نحذرك من الأخطار الأخرى.

البتكوين بالدولار

الخطر الثاني يهدّد أمن جيبك، لن نتعمق فيه فليس كل استثمار في العملات الرقمية يعني ربحا وملايين الدولارات تدخل حسابك البنكي خلال ساعات نومك
اليوم وبحسب موقع Coin Market Cap المختص، توجد أكثر من 6700 عملة رقمية
نصيحتنا إليك توخى الحذر، وانصت للخطر الأكبر الآن!!

تحبوا تدمروا الكوكب معايا؟!
“لا أستثمر في أعمال تجارية ملوّثة أو ضارة بالمناخ” رجل الأعمال والمستثمر الكندي كيفن أورلي في لحظة صدق ووعي
“لدي بعض المشاكل مع “بيتكوين”…
“لا أريد امتلاك عملة تدار بشكل سيء، بعبارة أخرى “عملة دم” ! لست مهتما بذلك ! “.

مستقبل البتكوين

عملة الدم هكذا وصف الرجل البتكوين وأخواتها من العملات الرقمية هو يقصد عملية تعدين العملات الرقمية أو ما يسمى بمزارع التعدين، وهي آلاف مؤلفة من الحواسيب الضخمة تستهلك ملايين الكيلوواط لإنجاز هذه العملية.
الصين التي تحظر تداول العملات الرقمية، والمعاملات المالية والاقتصادية المتعلقة بها داخل الدولة… تحتوي على مزارع تحتكر ما يقرب من 75% من تعدين البتكوين، لنبسّط الأمر في عملية حسابية بسيطة، تعدين بيتكوين واحد يتطلب 10 دقائق من استهلاك الكهرباء.
تقول: وماذا بعد؟!
انتظر قليلا!
تحدثنا عن بتكوين واحد أما الملايين منها فتستهلك أكثر من 120 تيرا واط في الساعة سنوياً، أي ما يعادل الاسهتلاك السنوي للطاقة الكهربائية لبلد بتعداد 45 مليون نسمة مثل الأرجنتين الكهرباء المستعملة يتم توليدها بالطريقة الأرخص طبعا، أي باحتراق الفحم الحجري
أكثر من 130 مليون طن متري من انبعاثات الكربون تنتج عن تعدين البيتكوين أي ما يعادل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري السنوية لبلد كـ “التشيك” مثلا العدد لا يزال قابلا للارتفاع، في الوقت الذي فيه مدن بأسرها مهددة بالاختفاء من على وجه البسيطة جراء مشاكل المناخ وتزداد فيه درجات الحرارة صيفا وتتأخر الأمطار شتاءً وزعماء العالم يتباحثون الحلول لحل أزمة المناخ في القمم تنتشر مزارع إلكترونية قصيّة في أركان هذا العالم…
هناك… يختزلون الوقت ويسرّعون حرق هذا الكوكب المسكين في جحيم الربح السهل!