أوجه الحقيقة – تركيا –
في خضم اشتباكات هي الأعنف بين أرمينيا و أذربيجان بسبب إقليم ناغورنو كاراباخ منذ 2016، أدت إلى سقوط ما لا يقل عن 55 قتيلاً في ثاني يوم من المعارك، يتردد اسم تركيا التي أصبحت تخوض حربها الرابعة، بعد سوريا والعراق وليبيا.
فقد نقلت وكالة رويترز عن مقاتلين اثنين من المعارضة السورية، المدعومة من أنقرة قولهما، إن تركيا ترسل مقاتلين سوريين من المعارضة لدعم أذربيجان في صراعها المتصاعد مع جارتها أرمينيا، في الوقت الذي تعهدت فيه أنقرة بتكثيف الدعم لحليفتها باكو.
وقال سفير أرمينيا في موسكو، الاثنين، إن تركيا أرسلت نحو 4000 مرتزق من شمال سوريا إلى أذربيجان، وإنهم يقاتلون هناك، وهو ما نفاه أحد مساعدي إلهام علييف رئيس أذربيجان.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، من جهته، قال إن المقاتلين من الفصائل السورية الموجودين في أذربيجان حتى اللحظة 320 مقاتلاً سوري الجنسية، جرى نقلهم من قبل شركات أمنية تركية ولم يشاركوا حتى الآن بأية معارك قتالية.
وأشار إلى أنه لا صحة لإرسال الحكومة التركية نحو 4000 مقاتل من الفصائل السورية الموالية لها نحو أذربيجان.
كما أضاف أن هناك رفضاً كبيراً من الفصائل العربية الموالية لتركيا لإرسال مقاتلين نحو أذربيجان، والمقاتلون السوريون الذين وصلوا إلى أذربيجان غالبيتهم من المكون التركماني.
كما ذكرت أرمينيا أن خبراء عسكريين أتراكاً يقاتلون إلى جانب أذربيجان في ناغورنو كاراباخ، وهي منطقة جبلية منشقة عن أذربيجان يديرها منحدرون من أصل أرميني، وأن أنقرة قدمت طائرات مسيرة وطائرات حربية.
إقرأ أيضاً : أرمينيا: أذربيجان توسع عدوانها بدعم عسكري وسياسي من تركيا
ونفت أذربيجان صحة هذه التقارير. ولم تعلق تركيا حتى الآن على الرغم من أن مسؤولين كباراً منهم الرئيس رجب طيب أردوغان، تعهدوا بدعم باكو.
إلى ذلك قال المقاتلان المنتميان لجماعات معارضة مدعومة من تركيا في مناطق شمال سوريا الخاضعة للسيطرة التركية، إنهما في طريقهما إلى أذربيجان بالتنسيق مع أنقرة، بحسب ما أفادت رويترز.
ورفض المقاتلان نشر اسميهما نظراً لحساسية الأمر. ولم يتسن لرويترز التحقق من صدق روايتهما بشكل مستقل.
وقال كلا الرجلين إن “قادة الكتائب السورية أبلغوهما بأنهما سيتحصلان على حوالي 1500 دولار شهرياً”، وهو راتب كبير في سوريا التي انهار اقتصادها وعملتها.
كما أضاف أحد الرجلين أنه “رتّب مهمته مع مسؤول من الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا في عفرين”، وهي منطقة في شمال غرب سوريا فرضت تركيا وحلفاؤها في المعارضة السورية السيطرة عليها قبل عامين , ولم يرد متحدث باسم “الجيش الوطني السوري” على طلب للتعليق.
إلى ذلك ذكر المقاتل الآخر، وهو من فصيل جيش النخبة التابع للجيش الوطني السوري، أنه جرى إبلاغه بأنه تقرر نشر ما يقرب من 1000 سوري في أذربيجان. وتحدث معارضون آخرون، رفضوا الكشف عن أسمائهم، عن أعداد تتراوح بين 700 و1000.
وقال الرجلان اللذان تحدثا إلى رويترز الأسبوع الماضي، إنهما يتوقعان إيفادهما في 25 سبتمبر لـ”حراسة منشآت لكن ليس للقتال”. ولم تتمكن رويترز من الاتصال بهما الاثنين للتأكد من مكان وجودهما حالياً.
من جانبه، اعتبر حكمت حاجييف، مساعد رئيس أذربيجان لشؤون السياسة الخارجية، أن القول إن مرتزقة سوريين يأتون لمساعدة بلاده هو “محض هراء”، لافتاً إلى أن “قواتنا المسلحة لديها ما يكفي من الأفراد وقوات الاحتياط”.
يذكر أنه في السنوات الماضية، سعت تركيا لممارسة النفوذ في الخارج بتوغلات في سوريا والعراق المجاورتين، والدعم العسكري لحكومة الوفاق في ليبيا.
إقرأ أيضاً : أرمينيا: نحذر من أي تدخل تركي وإلا ستكون العواقب مدمرة
وقالت تركيا مراراً إنها مستعدة أيضا لتقديم الدعم لأذربيجان التي تربطها بها علاقات تاريخية وثقافية قوية وتدير معها مشاريع مشتركة في مجال الطاقة.
وحضر وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، تدريبات عسكرية مشتركة في أذربيجان في أغسطس، واستغل أردوغان خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي لاتهام أرمينيا بمهاجمة جارتها.
كما ساهم القلق من أن تركيا قد تشارك بشكل أكبر في هذا الصراع في تراجع عملتها إلى مستوى قياسي منخفض مقابل الدولار اليوم الاثنين.
يشار إلى أنه من شأن استخدام مقاتلي المعارضة في سوريا أن يخلق مسرحاً ثالثاً للتنافس بين أنقرة وموسكو التي لها قاعدة عسكرية في أرمينيا وتعتبرها شريكاً استراتيجياً في جنوب القوقاز وتمدها بالأسلحة. ولم تعلق روسيا على تقارير إرسال مقاتلين سوريين إلى أذربيجان.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن موسكو تتابع الموقف عن كثب، وإنه يتعين حل الصراع عبر السبل الدبلوماسية.