أوجه الحقيقة - تركيا
أظهر تقرير عن انتهاكات بحق وسائل الإعلام والصحافيين في تركيا، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، احتجاز صحافيين لانتقادهم سلطاناً عثمانياً، وإسكات قنوات تلفزيونية لمدة خمسة أيام للسبب نفسه، ومصادرة أصول صحافيين في المنفى في محاولة لإعادتهم إلى البلاد، ونهاية عنف ضد الصحافيين المحليين بالإفلات من العقاب.
وتحتل تركيا المرتبة 154 من أصل 180 دولة، في مؤشر حرية الصحافة لمنظمة “مراسلون بلا حدود”، وباعتبارها واحدة من البلدان التي تشهد أعلى معدلات انتشار لاعتقال الصحافيين، ومن المرجح الآن أن تثير تركيا مخاوف بشأن القيود المفروضة على منصات وسائل التواصل الاجتماعي في أعقاب الرقابة التعسفية المفروضة على التقارير عبر الإنترنت، وفق ما ذكره تقرير مراقبة الإعلام للربع الثالث من هذا العام، والذي أعده مركز “بيانيت” المستقل.
وقال التقرير: “يواجه 81 صحافياً أحكاماً بالسجن المؤبد، ويتعرض 8 صحافيين لغرامات مالية تصل قيمتها إلى مليون و 410 ليرة تركية كتعويضات وفقًا لقانون العقوبات التركي، وقانون مكافحة الإرهاب، وقانون جهاز الاستخبارات الوطنية، وقانون وكالة التنظيم والرقابة المصرفية، وقانون سوق رأس المال.
النظام التركي يعتقل الصحفيين
وأشار التقرير إلى اعتقال صحافيين بتهمة تغطية جنازة ضابط مخابرات تركي فقد حياته في ليبيا، وحُكم على رئيس تحرير موقع Oda TV الإخباري، باريش بهلوان، ومراسلة Oda TV، هوليا كيلينتش، بالسجن 3 سنوات و9 أشهر، بتهمة “الكشف عن المعلومات والوثائق المتعلقة بالأنشطة الاستخباراتية”، وحُكم على المديرين التنفيذيين، في صحيفة Yeni Yaşam، اليومية، أيدين كيسير ، وفرحات جيليك، وكاتب المقالات في صحيفة Yeniçağ، مراد أغريل، بالسجن 4 سنوات و8 أشهر و7 أيام، وفقاً للمادة 27/3 من قانون جهاز الاستخبارات الوطنية، بينما تم الإفراج عن بيهلوان، وكيلينتش، وأغيرل، بشرط المراقبة القضائية، رغم إدانتهم، كذلك كان الحال بالنسبة، لميسر يلديز ، الذي اعتقل بتهمة “التجسس العسكري”، واحتجز في السجن منذ أربعة أشهر.
وبحسب تقرير بيانيت، اعتقل تعسفياً على ذمة المحاكمة لمدة عام، مراسل تركيا لصحيفة Die Welt الألمانية، دنيز يوجيل، وحُكم عليه بالسجن لمدة عامين و 9 أشهر و 22 يوماً، ويُحاكم بتهمة “الحصول على معلومات سرية لأغراض التجسس”، بسبب أخبار شحنة أسلحة تابعة لجهاز الاستخبارات التركي، كذلك سيتم مصادرة أصول الصحافي، جان دوندار، المقيم خارج البلاد، إذا لم يحضر جلسة الاستماع في اسطنبول في غضون 15 يوماً.
وفي الفترة من يوليو إلى سبتمبر ، تم اعتقال أربعة صحافيين على الأقل، واحتجز الصحافي، هاكان غولسيفن، بتهمة “إهانة الرئيس”، وتم اعتقال، أوكتاي جانديمير، بزعم “إهانة ذكرى شخص” حيث انتقد أسماء مسلسلات تلفزيونية تحمل أسماء سلاطين عثمانيين، كما تم اعتقال الصحافي، هاكان أيغون، بتهمة “الحط من القيم الدينية”.
في هذه الفترة، أعلنت الصحافية، سيبل هورتاش، أنها ستقدم شكوى جنائية، ضد ضباط الشرطة الذين اعتدوا عليها بالضرب، و احتجزوها أثناء محاولتها تغطية احتجاجات رؤساء نقابات المحامين، الذين لم يُسمح لهم بحضور اجتماعات البرلمان، أثناء مناقشة قانون تعدد النقابات الخاص بالمحامين.
وأكد تقرير بيانيت أنه في الأشهر يوليو – أغسطس – سبتمبر 2020، تسببت الاعتداءات الجسدية واللفظية على الصحافيين المحليين بشكل خاص في إثارة القلق.
وفي فترة الثلاثة أشهر هذه، تم استهداف 11 صحافياً، ونقابة صحافية واحدة، باعتداءات جسدية، وهجمات ضد مقر النقابة، واستهدفت الهجمات تسعة صحافيين محليين، في ديار بكر، وإيلازيغ، وإزمير، وأنطاليا، وأوردو، وبورصة، وإسطنبول، هذا العنف الذي ارتُكب على أسس مختلفة ولأسباب مختلفة يذكر بالعنف الذي تعرض له الصحافيون المحليون في الشوارع ، ومعظمهم لانتقادهم “تحالف الشعب” بعد الانتخابات المحلية في 31 مارس 2019، وفق ما أكده تقرير بيانيت.
وفي الربع الثالث من العام الجاري، تعرض خمسة صحافيين على الأقل لاعتداءات وتهديدات لفظية، و استهدف وزير الداخلية، سليمان صويلو، قناة Tele1 ، والكاتب في صحيفة جمهوريت، باريش تِرك أوغلو، و الكاتب في صحيفة سوزجو، سايغي أوزتورك، الذين عبروا عن انتقاداتهم له.
وفي الفترة، من يوليو إلى سبتمبر 2020، واجه ثمانية صحفيين (مصطفى هوش، وأحمد سيفر، وإنجين كوركماز، ومصطفى سونميز، وأوكتاي جانديمير، وجيم شيمشك، وإرك أكارير، ونكلا دمير) أحكاماً بالسجن تصل إلى 37 عاماً و4 أشهر بتهمة “إهانة الرئيس”، بسبب آرائهم وانتقاداتهم للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقالاتهم وكتاباتهم.
كما أصدر المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون، في الربع الثالث، من العام الجاري، 46 غرامة مالية، و15 تعليقا للبث، بحق قنوات تلفزيونية معارضة، وأصدر المجلس غرامات بما مجموعه، مليون و190 ألفاً و 026 ليرة تركية، على قنوات تلفزيونية.
وفي هذه الفترة عُوقبت قناة TELE1، بحجب البث لمدة خمسة أيام، بسبب تصريحات رئيس تحريرها، مردان يانارداغ، حول السلطان العثماني، عبد الحميد الثاني، كذلك عُوقبت قناة Halk TV، لمدة خمسة أيام، بسبب انتقاد الصحافي، أيشنور أصلان، سياسات تركيا الخارجية.