ما انفكت المؤامرات الإخوانية وأذرعها الإعلامية في تونس، عن استغلال فاضح لورقة المهاجرين غير الشرعيين من أفريقيا جنوب الصحراء، لتؤجج المزاعم وتبث الشائعات بشأن عنصرية استدعاها الإخوان للترويج لصورة تخدم أغراض حركة النهضة وأتباعها.
وفي هذا الصدد، وجه الرئيس التونسي، قيس سعيّد، رسائل داحضة لمخطط إخوان تونس التي تترصد بالبلاد في توظيف ينأى عن الوطنية لمسألة الهجرة، التي وصفها بأنها يعرف “هجرة غير انسانية وعملية تهجير غير مألوفة تتولاها شبكات إجرامية تتاجر بالبشر وبأعضائهم وتستهدف الربح.”
هجرة غير إنسانية وحملات مسعورة
وأكد سعيّد في كلمته مساء أمس خلال اجتماع الأمن القومي، أن تونس ليست أرض عبور أو توطين، كاشفاً عن وجود “شبكات إجرامية” تحرّك عمليات الهجرة وتديرها وتتاجر بالبشر.
وقال الرئيس التونسي، وفقاً لمقطع فيديو نشرته صفحة الرئاسة على حسابها بموقع “فيسبوك”: “اليوم نتطرق مجددا الى موضوع الهجرة التي توصف بأنها غير نظامية لكنها هجرة غير انسانية.”
وأضاف: “كثيرة هي الحالات التي تتم فيها هذه الهجرة…بل هذه الهجرة هي الواقع عملية تهجير وليست بالهجرة المعهودة او المألوفة.”
وأردف قائلاً: “حين تم التنبيه إلى ذلك في اجتماع مجلس الأمن القومي في 21 فبراير الماضي قامت الدوائر التي خططت في الخارج لهذه العملية (التهجير) بحملات مسعورة، ووجدت في الداخل ممن ارتمى على دأبه في الارتماء في أحضان الاستعمار، وارتمى في أحضان من روج لهذه الدعاية وهذه الاتهامات الكاذبة واعتقد من في الداخل أنها فرصته التي لا يمكن أن يتركها تمر دون أن يقتنصها متوهما أنه سيحقق بها مآربه استعدادا للانتخابات”.
نحن أفارقة ونعتز بانتمائنا
ورفض الرئيس قيس سعيّد أن تكون بلاده أرض عبور أو توطين، مشدداً على أنه لا وجود لدولة في العالم تسمح بإنشاء ميلشيات ومحاكم على أرضها.
ومضى قائلاً: “نحن أفارقة ونعتز بانتمائنا الافريقي…نجير من يلجأ الينا…ولكن نرفض أن نكون أرض عبور أو ارض توطين.”
وأضاف الرئيس التونسي القول: “وما قدمته تونس بالرغم كل الصعوبات التي تعيشها أفضل وأرقى ما يجده هؤلاء المهجرون في عديد المناطق الأخرى، ويكفي ما يقدمه في هذا الإطار الهلال الاحمر التونسي، وكل أجهزة الدولة والشعب التونسي والقوات المسلحة وقوات الأمن.”
وجدد سعيّد التأكيد أن “قيمنا واخلاقنا ترفض أن نترك هؤلاء البؤساء والفقراء المهجرون في العراء.”
الشبكات الإجرامية
وفي سياق ذلك، اتهم رئيس تونس “الشبكات الاجرامية بالمتاجرة بهؤلاء المهجرون وبالبشر وبأعضاء البشر باعتبارها تستهدف الربح وتستهدف أيضا وجود الدول والأوطان”
وشدد سعيد على أن الاتجار بالبشر بات من أكبر الأسواق العالمية للشبكات الاجرامية، مشيراً إلى أنه تم رصد تحويلات مالية طائلة نحو تونس لفائدة الأفارقة الموجودين في البلاد، الأمر الذي يؤكد أنه “دليل على أن من يتاجرون بالبشر وبأعضائهم يستهدفون أيضا الوطن.”
مليار دولار من التحويلات
وفي الصدد، أفاد مسؤول بمجلس الأمن القومي التونسي، بأن المهاجرين غير النظاميين في تونس تلقوا تحويلات بـ3 مليارات دينار (نحو مليار دولار) من دول أفريقيا جنوب الصحراء خلال النصف الأول من العام الحالي.
وسجلت مصالح وزارة تكنولوجيا الاتصال تحويل ثلث هذه المبالغ عبر مكاتب البريد التونسي والبقية عبر البنوك التونسية، موضحةً أن مصدر التحويلات هو العديد من الدول الافريقية حتى الفقيرة منها.
“تونس ليست شقة للبيع”…سعيّد يؤكد حماية المهاجرين غير النظاميين ويرّد على “مؤامرات الإخوان”
واعتبر الرئيس التونسي أن رقم التحويلات يعد “صادماً”، لافتاً إلى أن بلاده مستهدفة.
مزاعم إخوانية
ورد سعيّد على مزاعم إخوانية تديرها حركة النهضة وجهات أجنبية، تتهم السلطات التونسية بالعنصرية بسبب طردها لمئات من المهاجرين الأفارقة إلى مناطق متاخمة للحدود مع ليبيا والجزائر بعد مواجهات وقعت في مدينة صفاقس بين الأهالي والمهاجرين وقتل فيها تونسي.
وكانت صفحات إخوانية قامت بترويج صور مفبركة يتم تداولها على أنها من صفاقس، إضافة إلى تدوينات تدّعي وفاة أفارقة قتلا على يد تونسيين.
وتواصل الأيدي الإخوانية في بث البلبلة تزامناً مع احتفال تونس بمرور عامين على إجراءات 25 يوليو/تموز 2021 الاستثنائية، التي قادها الرئيس التونسي لاجتثاث بقايا “العشرية السوداء” لحكم النهضة.
كما أن من بين المزاعم التي يؤلفها إخوان تونس عبر صفحات على منصات التواصل الاجتماعي، العثور على جثة 30 مهاجرا غير نظامي في الصحراء التونسية، الخبر الذي نفاه الثلاثاء معتمد منطقة حزوة بمحافظة توزر جنوب غربي البلاد.