دونيتسك الجذر الانتقامي لروسيا

دونيتسك
أوجه الحقيقة

دونيتسك أو دونباس، وفي عبارة أخرى “حوض دونيتسك”، دلالات لئن تنوعت فهي تؤدي معنى واحد، المنطقة الموالية لروسيا ووجه الصراع الروسي الأوكراني المتجذر عبر التاريخ والمتمركز بجنوب غرب الأراضي الأوكرانية، المعقل الانتقامي الذي أحدثه بقايا الاتحاد السوفياتي المنهار منذ سنة 1991.

روسيا أرادت في سنة 2022 أن تكرر تجربة سيناريو عام 2014، وأن تتخذ من أوكرانيا مسرحاً لأحداثها القتالية وبروز لشخصياتها العسكرية، فصعدّت من وتيرة الأحداث على الحدود الأوكرانية وحشدت قواتها للتمهيد للغزو وشن العدوان، مستغلة علاقتها بدونباس وربطها بالولاء.

استخدمت موسكو ورقة دونيتسك وجماعتها الانفصالية، الصدى الأوكراني لبوتين، لبدء “الزحف” على الأراضي الأوكرانية ونتفيذ مخطط الغزو الروسي لكييف، لتعلن بذلك دونيتستك “التعبئة العامة ” للجنود بهدف الهجوم وتطبيق بنود روسيا ورغبتها في تجديد “الحرب الباردة”.

 دونباس     

لم تكن الحدود الروسية الأوكرانية الشرارة الأولى في النزاع المتواصل بين البلدين، بل هي امتداد روسيا منذ حرب دونباس، المنطقة المتجاوزة للحدود، والامتداد الطاقي لموسكو بإنتاجها الهام للفحم.

فمنذ سنة 2014، تخوض قوات الحكومة الأوكرانية حرباً ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في دونباس، حيث تؤكد روسيا أنها منطقتها التابعة لها بعد أزمة “القرم”، حسب ما ذكره موقع “”بريطانيكا”.

وفي بداية مارس من سنة 2014، انطلقت بوادر حرب دونباس، عندما خرجت تظاهرات من قبل الجماعات الانفصالية في ولايتي دانيتسك ولوهانسك في أوكرانيا، في أعقاب الثورة الأوكرانية عام 2014 وحركة الميدان الأوروبي.

وعقب تظاهرات الانفصاليين، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم لها، وتصاعد النزاع بين أوكرانيا وروسيا على خلفية هذه التظاهرات لتتحول إلى نزاع مسلح بين القوات الانفصالية لـ”جمهورية دانيتسك ولوهانسك” والحكومة الأوكرانية. 

وتواصل الصراع حتى تاريخ 5 سبتمبر 2014، حيث وقّعت أوكرانيا وروسيا و”جمهورية دانيتسك ولوهانسك” اتفاقية لوقف إطلاق النار، سميت “بروتوكول مينسك”، لكن هذه الاتفاقية انتُهكت مراراً من قبل الجانبين، قبل أن ينهار تماماً في يناير 2015. ثم وافقت الأطراف المعنية على وقف إطلاق نار جديد، سمي “مينسك 2″، في 12 فبراير 2015. 

دونيتسك ولوغانسك

رغم نفي روسيا المتكرر لنيتها في غزو أوكرانيا، إلا أن المعطيات الجيوسياسية تثبت نية بوتين في خلق ذريعة لتنفيذ عدوان راسخ في الجذور الحربية لماض الاتحاد السوفياتي.

مرة أخرى تستغل موكسو ورقة دونباس وجماعتها الانفصالية، لتعلن هذه الأخيرة “التعبئة العامة” وتوقيع زعيمها للمرسوم اللوجستي استعدادًا لتطبيق أبعاد العدوان الروسي.

وأفادت وكالة “سبوتنيك” أن القوات الأوكرانية والانفصاليون المدعومون من موسكو، تبادلوا الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار، حيث أعلن الجيش الأوكراني مقتل جندي أوكراني خلال مواجهات مع فصائل تدعمها موسكو في شرق أوكرانيا.
وقالت القيادة العسكرية المشتركة لشرق أوكرانيا “نتيجة قصف مدفعي، أصيب جندي أوكراني بجروح قاتلة بسبب شظايا”.

وتواصل روسيا تصعيد النزاع الأوكراني، لتنطلق في بدء مناوراتها للصواريخ الباليستية، مستمرة في حشد قواتها على الحدود الروسية، حيث أن الجنود الروس “يتجهون نحو مواقع مناسبة ليتمكنوا من تنفيذ هجوم”.

بايدن: أحس أن روسيا ستغزو أوكرانيا في غضون أيام

خريطة جمهورية دونيتسك

تقع مدينة دونيتسك جنوب شرق دولة أوكرانيا وقريبة من حدود روسيا في حوض نهر الدونيتس وهي أكبر مدن اوكرانيا من حيث التعداد السكاني بعد كييف وخاركيف وعدد سكانها حوالي 975.000 نسمة

 

خريطة جمهورية دونيتسك
خريطة جمهورية دونيتسك
خريطة دونيتسك
خريطة دونيتسك