أوجه الحقيقة - شؤون دولية
يعتزم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إرسال جنود أتراك إلى أذربيجان، وذلك بعد أيام من التوصل إلى اتفاق للسلام بين أرمينيا وأذربيجان بشأن المعارك في إقليم ناغورني كاراباخ.
وتأتي خطوة أردوغان، في حال وافق البرلمان عليها، بعد إرساله آلاف المرتزقة السوريين إلى إقليم ناغورني كاراباخ للقتال إلى جانب القوات الأذربيجانية في المعارك التي اندلعت أواخر سبتمبر الماضي.
وأفاد مصادر مطلعة من إسطنبول, أن الرئاسة التركية أرسلت مذكرة إلى البرلمان التركي لمناقشة إرسال جنود أتراك إلى أذربيجان، التي دعمتها أنقرة بالمعارك في إقليم ناغورني كاراباخ.
وأرسل إردوغان إلى البرلمان موافقته المكتوبة, على إرسال جنود لإقامة “مركز تنسيق” مع روسيا بهدف المشاركة في مهمة روسية تركية لمراقبة وقف إطلاق النار، وفق ما ذكرت وكالة “فرانس برس”.
وتحتاج الموافقة على مذكرة أردوغان موافقة البرلمان التركي بالأغلبية عليها (50+1) قبل أن تدخل حيز التنفيذ من أجل إرسال جنود في مهمات خارج حدود الدولة.
وبحسب مراقبين، فإنه من المرجح أن تحظى مذكرة أردوغان بموافقة البرلمان التركي الذي تسيطر عليه أغلبية من حزب العدالة والتنمية الذي يقوده الرئيس وحليفه حزب الحركة القومية.
وفي وقت لم يأتِ اتفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان على ذكر تركيا أبداً، أكدت أنقرة بسرعة بعد توقيعه أن جنودا أتراك سيشاركون في مراقبة وقف إطلاق النار من مركز تنسيق.
وتباحث مسؤولون أتراك وروس الجمعة والسبت في أنقرة في سير عمل هذا المركز، الذي لم يتم الإعلان عن تاريخ افتتاحه وموقعه.
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، في أكثر من تقرير، أن تركيا أرسلت عشرات المرتزقة السوريين للقتال في أذربيجان، وقد وصل عددهم الإجمالي إلى 2350 شخص.
وذكر المرصد السوري أن 217 مرتزقا على الأقل قتلوا خلال المعارك في ناغورني كاراباخ، من بينهم 138 شخصا جرى جلب جثثهم إلى سوريا، فيما لا تزال جثث الآخرين في أذربيجان.
وجرى التوصل في بداية الأسبوع الحالي إلى اتفاق سلام بين أرمينيا وأذربيجان برعاية روسية، ينهي أحدث فصل من فصول هذا النزاع الدامي بين البلدين منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي.
وبدأت روسيا نشر نحو ألفي جندي لحفظ السلام في ناغورني كاراباخ بعد الاتفاق. وتسبب الإعلان عن التوصل إلى اتفاق، بتظاهرات غاضبة في أرمينيا، حيث اقتحم محتجون لفترة قصيرة مقر الحكومة والبرلمان.