أوجه الحقيقة – غزة –
أثارت التفاهمات، التي رعتها قطر ، بين إسرائيل وحماس حالة غضب واسعة في الأوساط الفلسطينية، لعدم تحقيقها وعود كسر الحصار، مع غياب أي توافق فصائلي كما جرت العادة، ووصفوها بـ”صفر كبير” على صعيد الإنجاز الفعلي.
وأعلنت إسرائيل، مساء الإثنين الماضي، رفع قيود كانت فرضتها خلال الأسبوعين الماضيين على قطاع غزة.
وقال مكتب المتحدث باسم وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية، في بيان،: “استمرارًا لجهود التوصل إلى التهدئة للأوضاع وبعد اختتام مشاورات أمنية، تقرر إعادة تنشيط معبر كرم أبو سالم ليتم العمل فيه كالمعتاد، بما في ذلك إدخال المحروقات، كما تقرر إعادة مسافة الصيد إلى 15 ميلاً بحريًا”.
من جانبها، أعلنت حماس التوصل لاتفاق لاحتواء التصعيد بعد جولات لسفير قطر محمد العمادي بين تل أبيب وغزة، من دون الكشف عن تفاصيل الاتفاق.
وبحسب مصادر متطابقة؛ فإن الحديث يدور عن عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل 10 أغسطس/آب الماضي، مع وعد قطري بالاستمرار في تقديم منحتها المالية بتسهيلات إسرائيلية.
ووصف محمود الزق، أمين سر هيئة العمل الوطني، التفاهم بأنه “خطير للغاية وطنيا”، مشيرًا إلى أنه “يأتي في سياق حل إشكالات قطاع غزة خارج سياق الشرعية الوطنية”.
وأشار، في حديثه ” إلى أن حماس وقعت الاتفاق بواسطة العمادي مع الاحتلال بعيدا عن السلطة الفلسطينية بما يحمل ذلك من تهديد للكيانية الفلسطينية أولا، مشددا على أن كل ما حدث في الاتفاق أعادنا للماضي وهو تكرار لتجربة بائسة لم تحقق شيئا لشعبنا”.
ونبه بأن الاتفاق في جوهره اقتصادي وليس له علاقة بحقوق شعبنا الفلسطيني.. وهذا يؤكد أن هناك من يسعى لإبعاد غزة عن الضفة لفصلها عنها بحيث يمنع قيام دولة فلسطينية وإقامة كيان في غزة.
وأضاف “ما تم هو خطير جدا وهو يرتقي لإقامة مشروع سياسي بغزة.. وليس هناك ما يمنع اسرائيل من الالتزام بالاتفاق لأنها مهنية جدا بتكريس الانقسام بين الضفة وغزة.”
وطالب الفصائل الفلسطينية والسلطة أن تعلن موقفها الرافض للاتفاق الذي يضر بمشروعنا الوطني ويضرب الكيانية الفلسطينية.
أخبار ذات صلة :
السفير القطري في غزة مجدداً حاملاً شروط الجيش الإسرائيلي لحماس
السفير القطري : نتفاوض مع إسرائيل على أعلى المستويات بشأن غزة
اللافت في مباحثات التهدئة، التي قادها سفير قطر، هذه المرة اقتصارها على اللقاءات مع حركة حماس، بخلاف ما جرت عليه العادة في الجهود التي يبذلها الوفد الأمني المصري الذي نجح في كل المرات السابقة في إبرام تفاهمات التهدئة.
انتقاد التفاهم، شمل هذه المرة قيادات في حركة الجهاد الإسلامي ونشطاء لها، حيث انتقد القيادي في الجهاد القذافي القططي الدور القطري الأمني الذي تجاوز الدور الإغاثي بشكل علني بعد أن كان حصريا لغيره.
وانتقد نشطاء من الجهاد وآخرين عبر منصاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي التفاهمات بشكل حاد، واعتبروا أن نتيجتها صفر كبير، وأن الأمر يتعلق بأموال الدوحة التي تصل بتسهيلات إسرائيلية دون إحداث تغيير حقيقي على واقع الحصار.
الإعلامي إبراهيم قنن انتقد ما يجري قائلا: “نحن بحاجة إلى قائد شجاع يقر بالهزيمة السياسية والميدانية، والفشل في إدارة كافة الملفات الوطنية… والبدء من جديد في إعادة ترتيب الأولويات.. ما يحدث بحق شعبنا وقضيتنا مهزلة ومسخرة”.
وأثار الإعلان المفاجئ للتفاهمات الليلة الماضية، حالة غضب في أوساط النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لا سيما أنه سبقه تهديدات من قيادات حماس وتمسكها برفع كامل للحصار.