أوجه الحقيقة – فلسطين المحتلة
هذا الشجار أصبح مشهدا عاديا هنا، وصوت إطلاق الرصاص وما يعقبه من موت ،لا يثير الاستغراب، بل لا يمر أسبوع إلا ويتكرر سماعه.
هكذا أصبح حال عرب الداخل الفلسطينيين، في ظاهرة غريبة لم يجدوا لها التفسير الدقيق بعد
فماذا يحدث؟!
عرب الداخل قتلى ومقتولون:
الناصرة وعين ماهل وطمرة وعرّابة والنقب والطيرة، وغيرها من بلدات الداخل الفلسطيني
جميعها شهدت حوادث قتل لأهاليها، ومن لم يمت بحد السكين، طالته رصاصة وضعت حدا لحياته.
أرقام مفزعة تثير أكثر من شك وأكثر من تساؤل، فـ 113 شخصا من عرب الداخل قُتلوا خلال سنة 2020 من بينهم 16 امرأة، ومعظمهم شباب في مقتبل العمر ، مقارنة بالسنة التي سبقتها؛ 2020 والتي شهدت ارتفاعا في الحصيلة ب18 قتيلا.
دوامة من الموت وعجلة القتل لا تتوقف، وبحكم العشائرية السائدة؛ فمن يَقتل اليوم، من الوارد جدا أن يُقتل غدا ، وإن نجا! فواحد من عائلته أو أقاربه، والسؤال: مالذي جعل القتل يصبح سهلا إلى هذه الدرجة ؟!
الاحتلال تشجيع خفي:
عرب الداخل ليسوا مواطنين درجة أولى، هذه الحقيقة وإن كانت بشعة أو عنصرية،
وهذه نظرة سلطة الاحتلال لهم، وهذه أيضا مربط الفرس في قضايا القتل، فنصف الفقراء في البلاد من العرب، و63% من الأطفال يعيشون تحت خط الفقر من العرب، بينما نسبة الفقر العامة هي 23% في إسرائيل.
هنالك دولتان؛ واحدة لليهود يطيب فيها العيش وثانية للعرب يصعب فيها العيش، وشرطة الاحتلال تغمض أعينها عن جرائم القتل لغاية في نفس يعقوب، ومن ضمن 113 جريمة قتل. شرطة الاحتلال قدمت لوائح اتهام ضد جناة في 21 جريمة فقط، والباقيات ضد مجهول، أما السلاح وحاملوه فشرطة الاحتلال تعرفهم فردا فردا، بل هي من توفّره.
ومن السهل جدا لأي شخص في الداخل الفلسطيني التحصل على قطعة سلاح من السوق السوداء، أسهل حتى من الحصول على قارورة غاز.