في ذكرى وفاتها…من هي زها حديد فخر العراق؟

زها حديد
Zaha Hadid in Heydar Aliyev Cultural center in Baku nov 2013

أوجه الحقيقة

يقال أن الشخص الناجح هو الذي يترك أثرا بعد رحيله. فماذا عن شخص ترك قرابة ألف أثر في أربعة وأربعين دولة حول العالم قبل رحيله. امرأة بنت إسمها بالحديد والصلب. فصارت واحدة من أشهر من عمّروا الأرض

زها حديد فخر العراق

زُها محمد حسين حديد اللهيبي أو اختصارا “زها حديد”، وُلدت في بغداد يوم 31 أكتوبر عام 1950، وهي ابنة وزير المالية العراقي الأسبق محمد حديد، درست بالعراق حتى انهت المرحلة الثانوية. ثم تحصلت على شهادة الليسانس في الرياضيات من الجامعة الأميركية في بيروت عام 1971. بعدها انتقلت لتكمل تعليمها ببريطانيا حيث تخرجت من الجمعية المعمارية بلندن ثم عملت بعدها كمعيدة بالجامعة. حسنا لنتوقف هنا  !

جميع ما ذكر كان عرضا تقليديا لمعلومات تقليدية عن امرأة غير تقليدية. والآن لنستعرض عبقرية العراقية.

ثروة زها حديد

والدها كان رجلا متنوّرا ووالدتها كانت فنانة تتقن الرسم وأورت حب الرسم والاهتمام بتفاصيله لابنتها. وزيارة واحدة رفقة هذين الوالدين الرائعين إلى آثار حضارة بلادها السومرية. كانت كفيلة لتختم على قدر البنت حتى تستكمل ما بناه أجدادها وتبعث للعالم من جديد إبداعات السومريين في البناء والمعمار. اكتسبت زها في ذلك اليوم حبها للمعمار فكرست حياتها كلها له، لم تتزوج قط ولم تنجب أبناء من لحم ودم يحملون إسمها. لكنها أنجبت أبناء من حديد وصلب حول العالم يحملون جميعا إسمها وتوقيعها ويذكرون العالم بعبقريتها. فحصدت أكثر من مائة جائزة حول العالم في مجال الهندسة والتصميم. لعل أعلاها حين أصبحت أوَّل امرأة عربية تحصل على جائزة بريتزكر المعمارية سنة 2004… وهي جائزة تعادل “نوبل” لكن في المعمار، ناهيك عن تكريمها بوسام الشرف البريطاني برتبة سيدة من طرف الملكة سنة 2012، تعاظم إسمها وصيتها حتى أصبحت أعلى معماريي الأرض أجرا، وتم تقدير ثروتها بعد وفاتها بـ 215 مليون دولار

ومهما بلغت ضخامة المبلغ، تبقى آثارها التي تركتها أضخم وأغلى بكثير

تصاميم زها حديد في العالم

إذا كنت في دولة أوروبية أو أمريكية أو آسيوية أو حتى عربية ولفت نظرك بناء غريب شعرت أنه سفينة فضاء أو مبنى من المستقبل في فيلم خيال علمي، تهانينا، بنسبة كبيرة أنت أمام أحد أعمال زها حديد، باعتماد العمارة التفكيكية وبنظرة فنية فريدة. تمكنت زها من أن تتفرد بأسلوبها الذي ستلاحظه في متحف ماكس بروما أو محطة إطفاء فيترا بألمانيا، مركز حيدر عليف الثقافي بباكو أذربيجان أو دار أوبرا دبي، المسرح الكبير بالرباط أو مبنى بي ام دبليو بلايبزيغ

بأستراليا، بالنمسا، بالصين، باليابان، فرنسا، السعودية، الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا… وغيرها وغيرها، في كل بلد وضعت العبقرية بصمة أو أكثر ولم تتوقف عند مجال المعمار بل تتعددته للموضة والجمال أيضا

خلّدت إسمها على الخيط والحديد والحجر…

 تُوفيت  في ميامي بالولايات المتحدة الأمريكية في الـ31 مارس سنة 2016، عن عمر ناهز 65 عامًا إثر نوبة قلبية مفاجئة. لكن إسمها بقي في الذاكرة كواحدة من أقوى نساء الأرض ومن أكثرهن تأثيرا حسب صحيفة تايمز وأقوى معمارية عرفها العرب والعالم!