أوجه الحقيقة – الدوحة –
لم تجد قطر أية بوادر على احتمالية تحسن اقتصادها ومؤشراتها، منذ قرار المقاطعة العربية للدوحة في 2017، ثم جاءت التبعات الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا لتضيف مزيدا من الأعباء على الاقتصاد المنهك.
وقطعت كلٌ من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في يونيو/حزيران 2017، العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع قطر، بسبب دعم الدوحة للإرهاب؛ ما أثر في اقتصادها سلبا ومؤشراته وقطاعاته، ودفع نحو تذبذب وفرة السيولة لدى الحكومة والبنوك العاملة في السوق المحلية.
وأجبر تراجع حركة السفر على الخطوط الجوية القطرية بعد تفشي فيروس كورونا الشركة الحكومية على رد أكثر من مليار دولار لآلاف العملاء بعد تأخر دام عدة أشهر.
وقالت الخطوط الجوية القطرية، إنها ردت خلال الأشهر الخمسة الماضية 1.2 مليار دولار (916 مليون جنيه إسترليني) بمتوسط 2000 دولار (1515 جنيها إسترلينيا) لكل حاجز.
وأوضح كبير المسؤولين التجاريين في الناقلة الجوية، سيمون تالينج سميث، أن المبلغ الذي دفعته الشركة في هذا الصدد سيؤثر على صافي أرباحنا، حسبما نقلت صحيفة إندبندنت البريطانية.
وبينما دفعت قطر المبالغ المالية لمستحقيها بسبب تبعات كورونا، فإن الحكومة القطرية طرقت أبواب أسواق الدين في البلاد، من خلال إصدارها أذونات خزانة بقيمة 600 مليون ريال قطري (165 مليون دولار أمريكي)، وسط تراجع في إيرادات البلاد المالية، مدفوعة بتراجع سوق الصادرات والاستهلاك المحلي.
وقال مصرف قطر المركزي في بيان صادر، الثلاثاء، إنه ونيابة عن الحكومة القطرية، وفي إطار إدارة السياسة النقدية، والمساهمة في تقوية الجهاز المصرفي والمالي وتفعيل أدوات السوق المفتوحة، فقد أصدر أذونات متفاوتة الأجل.
وعانت الأسواق القطرية بما فيها الحكومة، خلال الفترة الماضية، من تراجع متسارع في وفرة السيولة خاصة الأجنبية منها، ما دفع وزارة المالية ومصرف قطر المركزي للتوجه إلى أسواق الدين الدولية لتوفير السيولة.
خارجيا، حذر جوناثان شانزر، المحلل السابق لشؤون تمويل الإرهاب بوزارة الخزانة الأمريكية إدارة بلاده من العلاقة بين قطر ومليشيا حزب الله الموالية لإيران.
وقال شانزر بحسب ما نقل عنه موقع “واشنطن فري بيكون” الأمريكي إنه “تاريخيًا، كان تورط قطر في أنشطة مالية غير مشروعة مدعاة لقلق بالغ، لكن (التقارير الجديدة بشأن تمويل قطر لحزب الله) من المهم بالنسبة للولايات المتحدة الوقوف على صحة تلك الاتهامات.”
وأشار الموقع إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تجاهلت التقارير المتعلقة بتمويل قطري لحزب الله الموالي لإيران، وهي مسألة ستصبح على الأرجح نقطة ساخنة فيما يسافر وفد أمريكي رفيع المستوى إلى الدوحة.
ولا يزال نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يكثف محاولاته للنيل من دول شمال أفريقيا بإطلاق قناة تلفزيونية جديدة لنفث سموم الفتنة والفوضى لإقامة “أنظمة إخوانية تابعة لها”.
المحطة التلفزيونية الإخوانية ليست إلا بوقاً قطرياً تركياً جديداً ضمن منصات الإرهاب الإعلامي الذي يمارسه نظاما “الحمدين” و”أردوغان” ضد الدول العربية، بينها الجزائر.
وحظيت الجزائر بـ”حصة كبيرة” من وسائل الإعلام الموجهة ضدها بـ”ألسنة الإخوان ومال قذر من قطر وتخطيط من تركيا”.