أوجه الحقيقة – ليبيا –
يحاول الأتراك الالتفاف على التاريخ وحقائقه الموثقة، وتأويل تلك الأحداث الغابرة بين العثمانيين والعرب على أنها حالياً رمز للتاريخ المشترك والعلاقات القديمة وفق زعم الساسة الأتراك.
لم يكن وجود أضرحة لسلاطين العثمانيين، أو حتى تواجد أقليات من القومية التركمانية في بعض الدول العربية إلا وبالاً عليها، لأن النظام التركي يرى فيهم حصان طروادة لتحقيق حلم العدالة والتنمية في بسط نفوذه على ساحات خارجية تكسبه أوراق لعب سياسية إقليمية وعالمية يقول محللون.
ويتابع هؤلاء بالقول: ومن ضمن تلك اللعنات العثمانية على العرب، حوادث مؤلمة ذكرها التاريخ، ثم حولها الأتراك في هذا الزمن بمعية عملائهم من بعض العرب، إلى ذرائع للصداقة والتاريخ المشترك.
في ليبيا تم تشييد نصب تذكاري للقائد البحري العثماني تورغوت رئيس وتحديداً في العاصمة طرابلس التي يحكمها عملاء أنقرة ممثلين بحكومة الوفاق الأخوانية، والتي رحبت بهذا التمثال على الرغم من كونه إهانة لليبيا وتاريخها وشعبها بحسب بعض الناشطين العرب أيضاً.
وفي معرفة صاحب هذا التمثال، فإنه قائد عثماني قام قبل 469 عاماً بمحاصرة طرابلس الغرب ثم استول عليها وحكمها ، وأعمل رجاله السبي والاضطهاد بحق أهلها، وملؤوها بالكراغلة حينها، وهؤلاء الناتجين عن تزاوج الليبيات من جنود الانكشارية التركية الرحالة، والتي عمدت الدولة العثمانية على ضمهم لها باعتبارهم من رعيتها.
من جهته زعم رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، أن وجود ضريح القائد العثماني بالعاصمة الليبية طرابلس، بمثابة رمز صداقة بين شعبي البلدين، علماً بأنه صاحب هذا التمثال هو رمز للاحتلال والسبي والاضطهاد بحق الليبيين تاريخياً، ما أثار غضب الكثير من الليبيين الذين اعتبروا ان حكومة الوفاق ارتضت الذل لنفساه ولليبيا وشعبها، مضيفين بالقول: إن ذلك التمثال تكريس للاحتلال ودليل على سيطرة أنقرة على حكومة الوفاق وطرابلس، وذلك رداً على الادعاءات التركية بأنه حرر ليبيا من طغيان فرسان مالطا .
وختم هؤلاء الناشطون بتوعد النظام التركي وعميلته حكومة الوفاق بتدمير ذلك التمثال الذي يدنس أرض ليبيا، بعد إخراج الأتراك من طرابلس وعودة البلاد لحكم أبنائها، بعد التخلص من العملاء ومن يسمونهم بأذناب الأخوان المسلمين.