أوجه الحقيقة
أصدرت المحكمة الدولية في لاهاي حكمها النهائي ضد “سفاح البلقان”، حيث رفضت المحكمة استئناف حكم السجن المؤبد الذي أصدر وهو قرار رسمي لا مجال للطعن فيه ضد القائد العسكري لجيش صرب البوسنة “راتكو ملاديتش”بعد إدانته بارتكاب جرائم حرب في يوغوسلافيا السابقة، وبالأخص ممجزرة سربيرينرينيتسا عام 1995.
بقي سفاح البلقان حوالي عشر أعوام هارب وقبض عليه عام 2011، وأدين بتهمة الإبادة في مجازة عدة أثناء حرب البوسنة، كما كان وراء حملات التطهير العرقي.
سفاح حرب البلقان
وقعت حرب البلقان بين عامي 1992 و1995، تسببت بمقتل 100 ألف شخص، ونزح 2.2 مليون.
قال المحلل الروسي دينيس كوركودينوف إن ممارسات القائد السابق لجيش البوسنة تسبب في الإبادة الجماعية للمسلمين، وإن إقرار محكمة لاهاي بعقوبة السجن المؤبد سيكون منطقي.
هذا التاريخ الدموي يترك أثر على صربيا الحديثة لحد ما، فقد ارتكبت مجازر بشعة في مختلف مناطق صربيا.
مجرم حرب البوسنة والهرسك
كما تسببت ممارساته في “طرد أو تدمير السكان البوسنيين والكرواتيين من مناطق البوسنة التي طالب صرب البوسنة بحقوقهم فيها، وبمساعدة مباشرة من التشكيلات المسلحة من ملاديتش، في 17 سبتمبر 1991، حيث تم احتلال سد بيروكا على ضفاف نهر سيتينا، وبعد شهر تم تنظيم تطهير عرقي في سكابرنا”.
ويشير المحلل السياسي الروسي إلى أنه “من الصعب بما فيه الكفاية إلقاء اللوم على ملاديتش دون الاهتمام بالسياق التاريخي الذي ارتكبت فيه جرائمه، في تاريخ البلقان، غذ إنها كانت “حرب الجميع ضد الجميع” التي اندلعت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
كما أن “الإدانة بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في البلديات الخمس الأخرى في عام 1992 كانت ستؤدي إلى اتهامات بأن المجتمع الدولي فشل في التحرك لوقف إبادة جماعية أطول بكثير. لذلك الحكم اقتصر على الاتهام الخاص بسريبرينيتشا فقط”.
ووفقًا لهذا الحكم، فإن هذا يعني أن عملية الإبادة الجماعية استمرت من عام 1992، من بداية الحرب حتى نهاية عام 1995، ويردف: “بذلك ستكون جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وخاصة تلك الموجودة في الميدان أثناء الحرب، مسؤولة بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، إذ إنه بموجب هذا الحكم، ستكون صربيا مسؤولة أيضا، لأنه وفقًا لأحكام محكمة لاهاي، كانت صربيا متورطة في نزاع مسلح دولي في البوسنة والهرسك منذ 19 مايو 1992”.