أوجه الحقيقة – تركيا –
على الرغم من أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خفف من حدّة تصريحاته الموجهة للاتحاد الأوروبي وعبّر أمس الجمعة، خلال مكالمته مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عن رغبته في طي صفحة الخلافات مع بروكسل وفتح صفحةٍ جديدة في العلاقات معها، إلا أن نائبه فؤاد أقطاي هدّد بعد ذلك أطرافاً لم يسمها، وقال مساء الجمعة، إن “بلاده عاجلاً أم آجلاً ستلقن درساً للذين يمارسون القرصنة في المتوسط”.
وقال خورشيد دلي، الخبير في الشؤون التركية، إن “هناك تناقضا شديدا بين تصريحات أردوغان ونائبه، ويبدو أن هذا الأمر حصل نتيجة ارتباك أنقرة المتخوّفة من عقوبات أوروبية وأميركية قاسية في المرحلة المقبلة، خاصة مع وصول الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض والقمة الأوروبية المقرر عقدها في مارس المقبل”.
وأضاف أن “تركيا تتخوف من عقوبات أشد في الفترة القادمة إذا لم تقم بتغيير ممارساتها الحالية أو تقدّم تنازلاتٍ في شرق البحر المتوسط، وبالتالي تصريحات أقطاي الأخيرة فارغة ولن تؤثر على مجرى العقوبات، وإلا كيف يمكن أن يطالب أردوغان بفتح صفحة جديدة من العلاقات مع بروكسل وفي ذات الوقت يريد نائبه أن يلقن بعض الأطراف درساً. هذه التصريحات مؤشر على تخبط واضح لدى الإدارة التركية”.
وتابع: “المطلوب من تركيا اليوم مراجعة سياساتها بجديّة وتغييرها خصوصاً مع الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالأزمة مع اليونان وقبرص شرق المتوسط، وكذلك حيال سوريا والعراق وليبيا والعدوان التركي المستمر على الأكراد، وباعتقادي أن تصريحات أقطاي الأخيرة شعبوية ولن تؤدي سوى لمزيد من التوتر مع بروكسل لا سيما مع قدوم الإدارة الأميركية الجديدة، وسوف تدفع أنقرة ثمن ذلك”.
أخبار ذات صلة :
وكان نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي، قد قال مساء أمس الجمعة، إن “بلاده لا تخشى العقوبات، وإن زمن الرضوخ قد ولى”.
وأضاف خلال جلسة في البرلمان التركي أن “أنقرة ستلقن الذين يمارسون القرصنة في المتوسط درساً، سواء كان ذلك عاجلاً أم آجلاً”، لكنه لم يحددها بالاسم.
وقبل ذلك بساعات، أجرى أردوغان اتصالاً هاتفياً مع المستشارة الألمانية، حيث عبّر لها عن رغبة بلاده في فتح “صفحة جديدة” من العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، بحسب بيانٍ صادر عن الرئاسة التركية.
وقرر القادة الأوروبيون خلال قمة عُقدت في بروكسل الأسبوع الماضي، فرض عقوبات موجّهة على تركيا بسبب “أفعالها الأحادية واستفزازاتها” في شرق البحر المتوسط، الغني بالغاز، حيث تتنازع أنقرة السيادة على مناطق بحرية مع اليونان وقبرص.
ومنذ أشهر، تمرّ علاقات تركيا مع هذين العضوين في الاتحاد الأوروبي، في رحلة صعبة بشكل استثنائي، وكذلك مع فرنسا التي تدعمهما.
وأكد أردوغان في وقت سابق أن دور بلاده “بنّاء”، متهماً أثينا برفض التفاوض.