مرتزقة “فاغنر”: السرّ الغامض للكرملين وبنادق روسيا للإيجار

الكرملين وروسيا
أوجه الحقيقة

في خضم الغزو الروسي لأوكرانيا، تصاعدت الاتهامات الدولية للنظام الروسي بارتكاب جرائم حرب من خلال استخدام قنابل فراغية وعنقودية وحشد مرتزقة “فاغنر”، الضالعة في الهجمات الحربية الدامية منذ ظهورها، إلا أن روسيا أبقت على “فاغنر” طابع الغموض الذي يكتنف علاقتها بالكرملين، بين سرّ دفين وتأجير بندقية لقتل المدنيين.

مرتزقة “فاغنر”، اللغز الذي حيّر الفكر العالمي واللُبس الذي يكتنف موسكو في تعاملها القتالي مع هذه المرتزقة في الحرب على أوكرانيا، سرّ غامض للكرملين سلطت صحيفة ” اندبندنت” الضوء عليه في تقرير تناول خفايا مرتزقة “فاغنر”.

الظهور الأول لمرتزقة “فاغنر” في أوكرانيا

كان الظهور الأول لمرتزقة “فاغنر” يعود إلى شهر يناير الماضي، عندما حطت طائرة عسكرية سرية على متنها مئات المرتزقة المتمرسين ممن ينتمون إلى مجموعة “فاغنر” قدموا من ليبيا، ومرتبطة بيفغيني بريغوجين حليف فلاديمير بوتين.

وجهت روسيا طائرة “فاغنر” إلى أوكرانيا، المكان الذي كان وليد تسميتهم “الرجال الخضر الصغار” سنة 2014.

وأفادت تقارير إعلامية أن هذه المجموعة كانت على علاقة وثيقة بالمتعهدين العسكريين الموجودين في أوكرانيا من خلال تبادل منشورات بينهما وصفت بالغامضة عبر وسائل التواصل الإجتماعي، عن طريق حسابات مرتبطة بمجموعة المرتزقة، وكانوا على التراب الأوكراني منذ شهر وفق ما أكده خبراء عسكريون.

الكرملين روسيا

ذكرت صحيفة ” اندبندنت”، أن المختص في مجموعة “فاغنر”،رسلان طراد، تابع تحركاتها في الشرق الأوسط وأفريقيا واعتبر “أنهم ماهرون في مكافحة التمرد، وأوكرانيا هي المكان الذي رأت فيه المجموعة النور”.

وقال طراد للصحيفة إنهم “بارعون في تتبع [ملاحقة حركات] المقاومة. إلا أنني أشك في أنهم سيشاركون في قتال مباشر”.

ونقلت صحيفة الـ”تايمز” عن مصدر مجهول أن وجود مرتزقة “فاغنر” في البلاد كان جزء رئيسياً من مخطط يهدف إلى اغتيال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وبعض كبار المسؤولين، وهو سيناريو يرى الخبراء أنه من شأنه أن يكون مغايراً لطريقة العمل المعتادة للمجموعة.

مرتزقة فاغنر الروسية

ارتباط هذه المرتزقة بموسكو، وثقه التاريخ وسوابقه الحربية من خلال مشاركة مقاتلو “فاغنر” في الحرب عام 2014 إلى جانب القوات النظامية الروسية والمليشيات الموالية للكرملين.

أضحت مليشيا بوتين اليد الحربية الوثيقة حيث أوكلت لها روسيا في بعض الأحيان دور حرس إمبراطوري الذي يعمل على الحفاظ على النظام في الأوساط غير المنضبطة.

وبهذه العلاقة الوطيدة التي جمعت روسيا بمرتزقة “فاغنر”، واصل بوتين استعمال هذه الدروع المؤجرة في مختلف المناطق التي تتضمن مصالحه الاستراتيجية، فعمل على نشرها في الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية كبنادق للإيجار.

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت حزمة من العقوبات على “فاغنر”، إلى جانب بريغوجين بسبب تورطهم في انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان وزعزعة الاستقرار في دول العالم النامي.

مذكرة “صوفان” المحدد لنشاط “فاغنر”

ووجهت مجموعة “صوفان” بوصفها شركة استشارية أمنية تتخذ من واشنطن مقراً لها، مذكرة إلى المشتركين، التابعين لمقاتلي “فاغنر” حددت بعض أنشطة المرتزقة حيث سمحت لهم بالانخراط في عمليات استطلاع عميقة في الأراضي الأوكرانية. “وهذا جزء من جهد يرمي إلى تقليص عدد الضحايا من العسكريين النظاميين الروس إلى الحد الأدنى”.

وجاء في مذكرة “صوفان” أن “الجمع بين حنكة بريغوجين في شن حملات تضليل وسيطرته على مجموعة فاغنر لشركات المتعهدين العسكريين الخاصة يشكلان كوكتيل مولوتوف فريداً وقوة غير متكافئة [خليطاً متفجراً ومصدر قوة غير متكافئة”.

فاغنر الروسية

أشار طراد المختص في مجموعة “فاغنر”، لـ” اندبندنت” أنه، استناداً إلى معطيات عسكرية، فإن الأهداف المأمولة من وراء نشرها حالياً في أوكراينا ما تزال غير واضحة، حيث اعتبر طراد أن أغلب مقاتلي “فاغنر” يتمركزون في المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة القوات الروسية، لكن يبدو أن قلة منهم قد توزعت في منطقة كييف التي دخلوا إليها عن طريق بيلاروس.

وأوضح طراد أنه “في حين أن عناصر “فاغنر” مرتبطون بهم [بسبيتسناز]، فإن ذلك [الاغتيال] ليس من نوع المهمات التي توكل إليهم. “وأضاف” حتى اليوم، لم يشارك مقاتلو “فاغنر”، في محاولات اغتيال. وما الحاجة إلى “فاغنر”، في وقت تتوفر لدى روسيا وحدات أفضل وأكثر كفاءة من أجل القيام بذلك؟”.

 وختم طراد القول بأن “مهمات القتال على الجبهات الأمامية تختلف عما اعتاد عليه مقاتلو فاغنر… وإذا نظرت إلى جمهورية أفريقيا الوسطى، يجد المرء أنهم جيدون جداً في وضع حد لكل أنواع المقاومة، لكن ذلك يتم لقاء ثمن وهو المشاركة في عمليات تعذيب وانتهاكات لحقوق الإنسان”.

زيلينسكي يتهم روسيا بنشر “مرتزقة” سوريين في أوكرانيا