عندما توجه تهمة للمشتبه فيه لارتكابه جريمة، يتمسك بنفيه وبرائته، لكن ما إن تقدم دائرة الاتهام حججها وأدلتها، إلا وتثبت التهمة وتبطل البراءة، فلا مجال للشكّ ولا خرقاً للحجج، صورة تُعنون مشهد استراتيجيات إيران العدائية ودهاء أعمالها الميدانية تحت مظلة الحوثيين، فتختار رعايتهم الرسمية مقابل تنفيذ أجنداتها السياسية.
ولفرض النفوذ الإيراني، سعت طهران إلى دعم ميلشيا الحوثي الإرهابية في اليمن، لتخطط لدهائها الايديولوجي وتنفذ عدائها الإقليمي، ورغم تمسك إيران بنفي الاتهام بالدعم العسكري لجماعة الحوثيين، إلا أن ذلك لا يمكن أن يفنده ظهور أدلة ومعطيات تؤكد تعاطي طهران المباشر وغير المباشر مع ميليشيا الحوثي من خلال تقديم الدعم لأنشطتهم الارهابية.
دعم إيران للحوثي
من المتفق عليه أن الدول المتقدمة تحتضن مؤتمرات وأحداث ثقافية وإبداعية دولية من أجل تحقيق التقدم والتطور الإنساني، إلا أن الدول الحاضنة للإرهاب والمصنعة لدعائمه ترعى الجماعات الإرهابية، وهو ما تؤكده إيران التي أصبح دعمها لهجمات الحوثيين جليا، من خلال بروز معطيات وأدلة تثبت ضلوعها المباشر في احتضان ميليشيا الحوثي.
ونقلا عن موقع “i24″، أوضح المحلل السياسي والباحث البريطاني كون كوفلن، أحد كبار زملاء معهد غيتستون الأمريكي، ومحلل شؤون الدفاع في صحيفة “الديلي تليغراف” البريطانية، أن علاقات إيران مع الجماعة الإرهابية في اليمن موثقة بوقائع وأحداث في اتصال وثيق بهجمات الحوثيين الإرهابية.
لكل تطبيق نظرية وإعداد، هكذا اتبعت ميليشيا الحوثيين منهج التخطيط لهجماتهم، فمهدت للتنفيذ بزيارة لمسؤولين حوثيين بارزين إلى إيران، قبل فترة قصيرة من تنفيذ الهجمات التي استهدفت الإمارات في الأسابيع الماضية.
وأشارت معلومات استخبارتية، وفق ما ذكره موقع “24”، إلى أن قيادات حوثية أدت زيارة إلى طهران قبل وقت من استهداف جماعة الحوثي أبوظبي ومنشأة نفطية، حيث اجتمعت هذه القيادات مع الرئيس إبراهيم رئيسي، وأمين مجلس الأمن القومي الأعلى على شمخاني، ومع كبار مسؤولي الحرس الثوري الإيراني، وفيلق القدس.
وأكد المحلل السياسي كوفلن، أن هذه الزيارة تؤكد الدور الرئيسي لإيران في التخطيط للأعمال الإرهابية وتنفيذها تحت غطاء الحوثيين، فلئن اختلفت واجهة الإرهاب فصانعها واحد.
وأضاف كوفلن في تحليل نشره معهد غيتستون، أن خبراء الأمن في المنطقة، قالوا إن الحوثيين استخدموا صواريخ إيرانية الصنع في هجماتهم التي استهدفت أبوظبي، ومنشأة نفطية رئيسية.
التدخل الإيراني في اليمن
تواصل طهران في التأكيد على خطوات إيران الإرهابية في المنطقة وأهدافها السياسية، فقائمة دعم إيران لجماعة الحوثيين تطول، لتبرز ضلوع الأيادي الإيرانية في الأعمال المتطرفة والعدائية.
وصرح مسؤول أمني غربي، رفيع المستوى، وفق ما نشره موقع “i24″، بأن “هناك دليل متزايد على تعزيز التعاون بين إيران والحوثيين، خاصة إمداد إيران الحوثيين بأسلحة متقدمة، مثل الصواريخ والطائرات دون طيار”.
وحسب تحليل كوفلن، فإن تورط إيران في الإرهاب يتأكد من خلال تسليح الحوثيين وتدريبهم، التي تصنفهم دول عديدة منظمة إرهابية، فتمدهم بأسلحة إيرانية الصنع عبر زوارق، آخرها التي تم اعتراضها من طرف قوات التحالف العربي لدعم الشرعية.
صواريخ إيرانية الصنع
أظهرت وثائق تضمنها تحليل الصحيفة لتورط إيران في الهجمات على الإمارات، أن الصواريخ المعتمدة في الهجوم الإرهابي، إرانية الصنع من نوع كروز 351، التي يقدر مدارها بألف كيلومتر، واستعملتها ميليشيا الحوثي أيضا في هجماتها على منشآت شركة آرامكو السعودية للنفط سنة 2019.
وفي شهر نوفمبر 2019، اعترضت الولايات المتحدة سفينة كانت تحاول تهريب أسلحة من إيران إلى اليمن، تتضمن صواريخ أنتجتها طهران لأغراض ميليشيا الحوثي.
العلاقات الإيرانية الحوثية
وتستمر إيران في تدعيم الإرهاب حيث ارتفع نسق الأنشطة الإرهابية للحوثيين في الآونة الأخيرة، والذي من شأنه حسب تحليل كوفلن،أن يعرّض طهران لصعوبات وتوتر فيما يتعلق بالاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية حول الآفاق المستقبلية لهذا المشروع المثير للجدل أمام اثبات تورط إيران الخبيث في الأعمال المدمرة والعدائية في المنطقة العربية والإقليمية.
وفي سياق المحادثات الدولية بشأن النووي الإيراني، أعرب دبلوماسيون غربيون مشاركون في المحادثات الجارية في فيينا، عن استيائهم من الوتيرة البطيئة التي تشهدها المحادثات، متهمين طهران بالمماطلة لكسب الوقت لصالحها.