هل سيصمد أولمبياد بكين أمام التغيرات المناخية؟

أولمبياد بكين
أوجه الحقيقة

مع اقتراب انطلاق الألعاب الاولمبية الشتوية المقررة يوم الجمعة في بكين، حذّر خبراء وفق تقرير جديد صادر عن جامعة لوبورو البريطانية، من مصير أولمبياد بكين الذي بات مهددًا بالتغيرات المناخية.

وذكر التقرير الذي نقلته “قناة الحرّة” أن العوامل المناخية التي تشهدها الصين من شأنها أن تعقد إجراء الاولمبياد، خاصة وأن هذه الألعاب ستمثل أول دورة أولمبية شتوية تستخدم ثلوجًا اصطناعية بنسبة 100٪ تقريبًا، مع أكثر من 100 مولد ثلج و 300 مدفع ثلج تقوم بتغطية المنحدرات لتجنب مخاطرها.

أولمبياد بكين 2022

ساهم نقص تساقط الثلوج الطبيعية في السنوات الأخيرة إلى اعتماد الصين لتعويض هذا النقص، إلى تحويل منتجعاتها الشتوية إلى ثلج اصطناعي، وهو ما يشكل خطرًا على سلامة الرياضيين وفق تقرير جامعة لوبورو.

وأكد التقرير خطورة الثلوج الاصطناعية المعتمدة في أولمبياد بكين بتقديم مثال عن رياضات البياتلون أو التزلج على الثلج، حيث يرمي الرياضي بنفسه في الهواء يتقلب ويسقط، وهو ما يتطلب سطحا ثلجيا ناعما.

وتشير الدراسات العلمية بشأن صعوبات الثلوج إلى أن مشكلة الثلج الاصطناعي تتمثل في تكونه لحوالي 70٪ من الجليد، بينما تقدر نسبة الجليد في الثلج الطبيعي بما يقارب نسبة 30٪.

“السطح الاصطناعي صعب كثيرًا، وقد يشكل خطرا على اللاعبين”.، هذا ما كشفت عنه عالمة البيئة الرياضة في جامعة لوبورو، مادلين أور، في مقابلة مع “فويس أوف أمريكا”، معتبرة أن المساحات الثلجية التي اعتمدتها بكين ليست مناسبة للتزلج لاحتوائها على مواد كيميائية تُستعمل للمحافظة على شكلها.

عوامل مناخية لا تتماشى  مع طبيعة الألعاب

إن إقامة الألعاب الشتوية تستوجب أساسا ظروفًا مناخية مناسبة لضمان سيرها، إلا أن المناخ الذي يسود كل من سوتشي وبكين يتميز بتغيرات متعددة، وهو ما أثار انتقادات الخبراء والعلماء على اعتبار وجود ارتفاعات عالية في المدن التي ستحتضن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، وما تمثل هذه المرتفعات من مخاطر على المشاركين نتيجة تأثرها المباشر بتغير العوامل المناخية.

ونبهت عالمة البيئة من خطر الثلج الاصطناعي الذي يلحق أضرارا متعددة في البيئة، قائلة : “عندما تضع ثلجًا صناعيًا في مكان لا يحتوي على أي ثلوج طبيعية على الإطلاق، مثل بكين، فإنك تضع قدرًا كبيرًا من الماء في مكان لا تتوقعه هذه التربة وتلك النباتات. وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن ذلك يمكن أن يضر بالحياة البرية المحلية “.

من المتوقع وفق تقرير”فويس أوف أميريكا” استخدام الصين لحوالي 185 مليون لتر من المياه في هذه الألعاب الأولمبية، لتعويض النقص الحاصل في بعض ذوبان الثلوج خلال الألعاب.

ولي العهد السعودي يستجيب لدعوة افتتاح أولمبياد بيكين

المدن الحاضنة للألعاب الأولمبية

يذكر أن تستقبل العاصمة الصينية بكين الرياضات الجليدية ومسابقة القفز على الثلج، إلى جانب احتضان بلدة تشانغجياكو الصغيرة التي تبعد 180 كيلومتراً عن العاصمة بكين، مسابقات التزلج الألبي والبياتلون المتضمنة للرماية وتزلج المسافات الطويلة وألواح التزلج والتزلج الحر، باستثناء القفز على الثلج.

كما ستكون مدينة يانكينغ الريفية والجبلية، على بعد 75 كيلومترًا شمال غرب بكين، الحاضنة لمسابقات التزلج الألبي والزحافات الظهرية (لوج) والصدرية (سكيليتون) والزلاجات (بوبسليه).

وأمام تعقيد العوامل المتعددة المحيطة بإجراء الألعاب الأولمبية الشتوية ، يبقى موعد انطلاق الأولمبياد رهين قرارات بكين.