أوجه الحقيقة – ليبيا –
قالت وكالة “بلومبرج” إن رئيس الحكومة الليبية غير الدستورية، فايز السراج يعتزم الاستقالة قريبًا؛ لكنه سيبقى لتصريف الأعمال بصفة مؤقتة خلال المفاوضات لتشكيل حكومة جديدة في جنيف الشهر المقبل.
ونقلت الوكالة الأمريكية عن مسؤولين مطلعين، قولهما، إنه “بإعلان استقالته (السراج)، سيخفف بعض الضغط عن نفسه بينما يمهد الطريق لخروجه بعد محادثات جنيف” تمهيدا لحل سياسي في ليبيا.
وأضاف المسؤولان، اللذان تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لسرية المحادثات، أنه “سيُطلب من أطراف النزاع الاتفاق على هيكل جديد للمجلس الرئاسي، يوحد الإدارات المتناحرة في البلاد ويحدد موعد إجراء الانتخابات”.
وانزلقت طرابلس مؤخرا في صراع داخلي، فيما يواجه السراج أيضًا ضغوطًا داخلية، وحركات احتجاجية ضد الفساد وسوء الخدمات.
ومن المتوقع أن تلقى الخطوة ترحيبا إقليميا، بينما تسهل المحادثات لتوحيد الدولة الواقعة في شمال أفريقيا التي مزقتها الصراعات، والتي تملك أكبر احتياطيات نفطية في القارة.
وفي هذا الإطار، قال دبلوماسيون عرب وغربيون إن المشير خليفة حفتر (القائد العام للجيش الوطني) أفسح المجال سياسيًا بشكل متزايد لرئيس البرلمان عقيلة صالح، الذي اقترح مبادرة سياسية لتوحيد مؤسسات البلاد.
وقال 4 مسؤولين (لم تسمهم الوكالة)، إن السراج ومساعديه ناقشوا خططه مع شركاء ليبيين ودوليين؛ فيما قال مسؤولان إنه من المتوقع أن يعلن عن خططه بحلول نهاية الأسبوع.
في المقابل، امتنع متحدث باسم السراج عن التعليق على خطط رئيس الوزراء.
وخرج مئات من الليبيين، في العاصمة طرابلس ومدينة الزاوية، خلال الأيام الماضية احتجاجا على تردي أوضاعهم المعيشية وسيطرة المليشيات المسلحة والمرتزقة على المدينة
وألقى الأهالي باللائمة في ذلك على مليشيات السراج نظرا للفساد المتفشي داخل القطاعات والمؤسسات وتوّقف الخدمات العامة للشعب خاصة أزمة الكهرباء، وتأخر الرواتب، إلى جانب الانفلات الأمني والفوضى بسبب انتشار المرتزقة.
ومنذ 23 أغسطس/آب الماضي، تشهد طرابلس وعدة مدن غرب ليبيا مظاهرات واحتجاجات ضد حكومة السراج، اعتراضا على تردي الأوضاع المعيشية تحت شعار “ثورة الفقراء” بطرابلس والزاوية. كما تشهد مصراته احتجاجات هي الأولى من نوعها في المدينة منذ عام 2015.
وسقط عدد من الجرحى إثر إطلاق نار من قبل مليشيات السراج على المتظاهرين سلميًا في طرابلس، كما ألقي القبض على عدد من المنظمين، وسط إدانات واسعة من منظمات محلية ودولية على رأسها بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا.
وتقع العاصمة الليبية طرابلس أسيرة لعدة مليشيات مسلحة وتنظيمات إرهابية تابعة لمدن مصراته والزاوية وزوارة وأعداد كبيرة من المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا إلى غرب ليبيا.