أوجه الحقيقة – بيروت –
طالبت مجلة أمريكية الشعب اللبناني والمجتمع الدولي بقيادة واشنطن بتنسيق الجهد من أجل تحييد تنظيم حزب الله “الإرهابي”؛ لا سيما بعد اكتشاف تورطه في قضايا الفساد السياسي وعرقلة عملية الإصلاح.
وقالت مجلة “ناشيونال ريفيو”، إنه بدون جهد دائم ومتسق من الولايات المتحدة أو أي نوع من التحالف العالمي ومباركة جميع اللبنانيين، ربما يبقى “حزب الله” لبعض الوقت.
واعتبرت أن انفجار بيروت المروع في 4 أغسطس/آب، كشف عن فساد مؤسسات النظام السياسي اللبناني، حيث تعرضت أمة عالقة في مخطط احتيال بقيادة حكومية، وتضخم مفرط متصاعد لضربة أخرى بعد الانفجار الهائل في مرفأ بيروت.
وأشارت إلى أن اللبنانيين نزلوا إلى الشوارع للتنديد بالمأساة نتيجة لامبالاة كبيرة من حكومتهم، لكن اللبنانيين والمراقبين في جميع أنحاء العالم وجهوا أصابع الاتهام إلى “حزب الله”.
وأوضحت أن الجماعة الإرهابية، ترتبط بالإهمال العبثي الذي تسبب في الانفجار، ومع وصول البلاد إلى ذروة الإحباط، استيقظ اللبنانيون على إرث “حزب الله” من عدم الاستقرار والعنف.
ورجحت أنه مع هذه الإدانة المحلية والعالمية للتنظيم الإرهابي، يبدو أن الولايات المتحدة لديها نافذة لتشجيع لبنان حر وديمقراطي مع اتخاذ خطوة حاسمة في استراتيجية الضغط الأقصى ضد إيران.
ولفتت إلى أن ميليشيات “حزب الله” بصفته الوكيل المفضل لإيران، كانت دائمًا هدفًا لاستراتيجية دفاع واشنطن، التي لديها بالتأكيد فرصة لقيادة جهد عالمي لتحييد المنظمة.
وبعيدًا عن هجمات “حزب الله” المروعة وانتهاكات حقوق الإنسان والحكم الفاسد، تشكل الجماعة تهديدًا للولايات المتحدة في صراع النفوذ مع النظام الإيراني في الشرق الأوسط، حيث يهدف لإنشاء ما يسمى “محور مقاومة” في المنطقة، وفقا للمجلة.
وأكدت أن ما يحدث في سوريا والعراق واليمن ولبنان، يفسر مطامع إيران الإقليمية على مر السنين، وفي جميع هذه البلدان، كانت حاضرة إما ماديًا، أو استخدمت وكلاء، أو أرسلت موارد لدعم أجندتها بهدف تمكين سياسي أو اكتساب سلطة سياسية لحليف.
وشددت على أن إحباط سلطة إيران الإقليمية ودعمها للإرهاب طالما كان هدفًا رئيسيًا للسياسة الخارجية لإدارة الرئيس دونالد ترامب، والغارة الجوية التي قتلت الجنرال قاسم سليماني وزيادة العقوبات، تُظهر التزامًا بإضعاف النظام المارق، حيث تشكل عمليات الحظر والعقوبات والضربات الجوية جزءًا مما تسميه الإدارة “الضغط الأقصى”.
ومع ذلك، لا يزال يتعين على الإدارة أن تبلغ “الحد الأقصى” فعلا في نهجها، حيث تحتاج الولايات المتحدة إلى اتباع استراتيجية إقليمية ضد سلوك إيران المزعزع للاستقرار، بالنظر إلى طبيعة تطلعاتها.
ومع تعرض الوكيل المفضل لإيران لانتقادات، فإن لدى الولايات المتحدة فرصة لضربها بقوة أكثر إيلامًا؛ لا سيما مع النكسات الإقليمية لطهران.
وشددت على أن قيام لبنان ديمقراطي ومستقر، يتخلص من “حزب الله” ضروري لحملة الضغط الأقصى الأمريكية، والعمل على تغيير جذري لميزان القوى في لبنان.
وتشير عدة أسباب إلى أن هذا ربما يكون أفضل وقت لمتابعة مثل هذه النتيجة في ظل تعرض الجماعة لضغط أكبر من أي وقت مضى للتخلي عن سلطتها، حيث يطالب اللبنانيون من جميع الطوائف بذلك.
من جانبها، قالت، الخبيرة العسكرية في معهد “أمريكان إنتربرايز” جيزيل دونيلي، إن عملية إسقاط “حزب الله” ستكون عملية طويلة الأمد ومكلفة، وتتطلب وجودًا مستمرًا لقوة خارجية، مثل الولايات المتحدة أو نوع من التحالف، لكن “هناك فرصة” لإضعاف حزب الله.
والأسبوع الماضي، قال صحيفة “وول ستريت جورنال”، إن إدارة الرئيس ترامب تستعد لفرض عقوبات لمكافحة الفساد ضد سياسيين ورجال أعمال لبنانيين بارزين (لم تسمهم) في محاولة لإضعاف نفوذ “حزب الله” في أعقاب انفجار بيروت.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، ومصادر مطلعة على تلك الخطط، قولهم إن الانفجار أدى إلى تسريع الجهود في واشنطن لإدراج القادة اللبنانيين المتحالفين مع “حزب الله”، القوة السياسية والعسكرية المهيمنة في البلاد، على القائمة السوداء.
وأشارت إلى أن المسؤولين يأملون تشكيل في حكومة بيروت وسط جهود إعادة بناء المدينة بعد الانفجار، الذي أسفر عن مقتل 180 شخصًا على الأقل وإصابة الآلاف.
ورغم فرضية أن الانفجار كان “عرضيا” فإن ذلك لم يبرئ حزب الله اللبناني أو يخلِ مسؤوليته عن الحادث، في ظل الحديث عن أنشطته المشبوهة في مرفأ بيروت وحوادثه السابقة المرتبطة بنفس المادة المتسببة في الفاجعة. وكذلك لغز عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال هذه الكمية الهائلة من نترات الأمونيوم الموجودة منذ 2013 رغم مطالبات عدة بإعادة تصديرها والتخلص منها.