هل تهب رياح الغزو الروسي على مولدوفا بعد اعتراف موسكو “بالهدف الثاني”؟

روسيا ومولدوفا

أوجه الحقيقة

هل يفعلها بوتين مرة أخرى؟ سؤال ازدادت يقين استجابته للواقع بعد توجيه عيون بوتين إلى تيارات الغزو التالية، فحطت الأهداف الروسية رحالها في مولدوفا جارة أوكرانيا الصغيرة والمسلك الآمن لانفصاليات موسكو المتبقية من شظايا اتحادها السوفيتي المنحل.

وأشعلت تصريحات المسؤولين الروس خلال الأيام الماضية لهيب القلق والتأهب لغزو بوتين الجديد وذريعته في حماية السكان الناطقين باللغة الروسية ممن يسميه بالاضطهاد، فالجماعات الانفصالية الموالية وقود موسكو لاقتحام بقايا اتحادها المنهار، فأضحت هذه الجماعات عقدة بوتين يسعى لجمع شتاتها والتذرع بإنقاذها.

مولدوفا تتأهب للغزو الروسي

كلّ دولة لها سوابق التاريخية والحربية مع روسيا تفرض عليها التزامها بالحياد وتعاقبها بحرمانها من الاتحاد، فتزرع روسيا حركاتها الانفصالية وتغريها بإمداداتها وإشباع اقتصادها لتكون موالية لأهداف موسكو وخاضعة لإملاءاتها.

هكذا هو منهج الرئيس الروسي بوتين في إبقاء الدول المجاورة لروسيا وأوكرانيا محايدة، فإن عزمت الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي تكون الانتكاسة الروسية قد حلّت، فتخيرها بين الاستسلام للغزو أو التعرض للخراب.

وبعد أوكرانيا، تتجه عين بوتين إلى جارتها مولدوفا حيث أفادت تصريحات روسية بسعي بوتين للوصول إلى مولدوفا بعد السيطرة على جنوب أوكرانيا، الأمر الذي أثار احتجاج الخارجية المولدوفية معربةً عن قلقها “البالغ”، بحسب وكالة “فرانس برس”.

واستدعت مولدوفا يوم الجمعة الماضي سفير موسكو للتعبير عن مخاوفها إزاء تصريحات قائد عسكري قال إن السكان الناطقين بالروسية في إقليم ترانسنيستريا شرق البلاد يتعرضون للقمع.

وتأكد هدف روسيا ونيتها اجتياح شرق مولدوفا بعد تحذير الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي من إمكانية واردة لغزو روسي لدول مجاورة لأوكرانيا.

ماذا يريد بوتين من ترانسدنيستريا؟

تعد ترانسدنيستريا المنطقة الانفصالية التي تحتلها روسيا في غرب مولدوفا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي وأصبحت إقليماً انفصالياً صغيراً يمتد على طول حدود مولدوفا مع أوكرانيا، ويضم حوالي 500 ألف نسمة. 

وتمثل مولدوفا الدولة الصغيرة في أوروبا الشرقية التي تقع بين أوكرانيا ورومانيا، ويتمركز فيها نحو 1500 جندي روسي، بحسب أسوشيتدبرس.

وترجمت تصريحات نائب قائد قوات المنطقة العسكرية الوسطى في الجيش الروسي، روستام مينيكايف، نية روسيا غزو مولدوفا.

ورسم روستام مينكاييف، الجمعة الماضية، أهداف الحرب الروسية التي باتت أوسع مما صرح به الكرملين في الأسابيع الأخيرة، موضحاُ أن القوات الروسية تسعى إلى السيطرة الكاملة ليس فقط على شرق أوكرانيا بل على جنوبها أيضا.

وكالة “إنترفاكس” الروسية للأنباء نقلت عن مينكاييف قوله: “السيطرة على جنوب أوكرانيا هي طريقة أخرى للخروج إلى ترانسنيستريا، حيث توجد أيضا حقائق عن اضطهاد السكان الناطقين بالروسية”، كجزء من مخطط استراتيجي لإنشاء ممر بري إلى شبه جزيرة القرم التي احتلها الروس في 2014.

وعقب هذه التصريحات الروسية والتلميح المباشر للغزو القادم لبوتين، يراقب المسؤولون في مولدوفا بحذر تصرفات الرئيس الرئيس فلاديمير بوتين في أوكرانيا، خاصة بعد تقدم مولدوفا الشهر الماضي بطلب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، النهج الذي يثير استفزاز بوتين من عقدة أوروبا.

مخاوف مولدوفا من أوديسا

تصاعدت المخاوف في مولدوفا من أن تبلغ  روسيا مرحلة غزو البلاد بعد استكمال أهدافها في أوكرانيا، لا سيما بعد أن كشفت المخابرات الأوكرانية عن احتمال أن تهاجم القوات الروسية في الأيام القادمة ميناء أوديسا، الواقع على بعد 40 كيلومتراً فقط من مولدوفا.

كما عززت روسيا وجودها العسكري في منطقة ترانسنيستريا التي طلبت بالفعل الاعتراف باستقلالها في 4 مارس الماضي.

وحسب موقع “World Politics Review” الأمريكي فإنه “إذا استولت القوات الروسية على أوديسا في الأيام المقبلة، فيمكنها الاعتراف رسمياً باستقلال ترانسنيستريا مع ضمها إلى منطقة أوديسا تحت الاحتلال العسكري الروسي”.