تقرير يسلط الضوء على أسباب اتساع احتجاجات المتقاعدين في إيران

أوجه الحقيقةإيران – 

سلط تقرير منظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية المعارضة، الضوء على أسباب تدفق حشود غفيرة من متقاعدي الضمان الاجتماعي في عشرات المدن الإيرانية، يحمل عدة رسائل تستحق الاهتمام.

ويفيد تقرير وكالات الأنباء، يوم الأحد 14 فبراير 2021، أن متقاعدي الضمان الاجتماعي الناقمين بدءًا من نيسابور وصولًا إلى أردبيل ومن طهران إلى دزفول، تدفقوا إلى الشوارع يزأرون ويصرخون غاضبين. وسطَّر غضب واحتجاج وصراخ المتقاعدين بسبب نهب وسلب وكلاء الحكومة لممتلكاتهم مواقف وإحداثيات جديدة من وجهة النظر السياسية والاجتماعية.

وأضاف التقرير “بإلقاء نظرة عامة على الظروف الموضوعية والتوازن الجديد ومغزى هذا الحدث المهم في ظل تفشي وباء كورونا يتضح لنا ما يلي”:

1- النقطة الأولى الجديرة بالملاحظة هي أن ظروف تفشي وباء كورونا أدت إلى المزيد من إبراز أهمية هذا الاحتجاج. ففي البداية اعتبر نظام الملالي، وفقًا لتصريح خامنئي وتأكيده، وباء كورونا فرصة من السماء لقمع أي احتجاجات واضطرابات اجتماعية. وثانيًا، لا يستطيع أبناء الوطن التجمع في ظل تفشي وباء كورونا. ويجب ملاحظة مدى تهديد الاستبداد والظلم والنهب الحكومي لحياة أبناء الوطن ووجودهم لدرجة أن حشودًا غفيرة تتدفق في الشوارع في أكثر من 22 مدينة وأوصلوا صوتهم إلى جميع أرجاء إيران.

2- مثل هذه الاحتجاجات هي تجسيد للقنابل التي أكدنا مرارًا وتكرارًا أن صوت دقات فتيل انفجارها مسموع في المدن الإيرانية.

3- وتذهب شعارات احتجاجات متقاعدي الضمان الاجتماعي إلى أبعد من مطالبهم النقابية، إذ كان لها دوي سياسي. فجميع الشعارات تشير إلى أن معيشتهم وحياتهم على حافة الهاوية من ناحية، وإلى الوعي السياسي لأبناء الوطن لعبثية وكلاء نظام الملالي وخدعاهم للجماهير من ناحية أخرى، ومن بين هذه الشعارات ما يلي:

  • “عدونا هنا، ويقولون كذبًا إنه أمريكا”
  • ‘الويل لكم لهذا الحد من الظلم”
  • “كفى ظلمًا لقد أصبحت موائد سفرتنا خالية”
  • ” لن يهدأ لنا بال حتى نسترد حقوقنا”
  • ” الغلاء والتضخم كارثة على حياة أبناء الوطن”

وهذا الأمر متجذر أيضًا في طبيعة تسيس كل شيء تحت وطأة نظام حكم الملالي. وتنطلق هذه الشعارات من كل منزل وكل حي في المدن الإيرانية ويجتاح دويها جميع أرجاء البلاد.

والجدير بالذكر أن هذه الشعارات استهدفت في مجملها سياسة نظام الملالي العبثية القائمة على ربط كل سلبية وأزمة بالعقوبات. ويعود هذا مرة أخرى إلى تسيس جميع الظواهر الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والنقابية في إيران المنكوبة والمحتلة بالملالي.

4- يجب اعتبار الاحتجاج الشامل للمتقاعدين وشعاراتهم في ظل الوضع الراهن وعشية المسرحية الانتخابية لعام 2021 أنها تصويت ووجهة نظر الشعب والمجتمع الذي قرر مصير نظام الحكم وحكومة الملالي المتمثل في الإلقاء بهم في مزبلة التاريخ. والجدير بالذكر أن تقرير الشعب لمصير هذا النظام هو العامل الشائع في التعرف على الخصائص والإحداثيات الحالية لإيران. ولهذا السبب، يجب اعتبار الحشد الغفير الواسع النطاق للمتقاعدين وما سبقه وما تلاه من أمثلة استفتاءً موضوعيًا وماديًا لفهم تصويت الأغلبية الساحقة من الشعب الإيراني ووجهة نظرهم واختيارهم.

5- إن النقطة المهمة جدًا في هذا الاحتجاج وما يحدث من الآن فصاعدا في حضن المجتمع هو توضيح الظروف الموضوعية للثورة والانتفاضة.

وبناءً عليه، نشهد أن انتهازية خامنئي قبل فيروس كورونا كانت تهدف إلى قمع أي عصيان واحتجاج، وأصبحت الآن تنقلب على نفسها ضد نظام حكم ولاية الفقيه برمته.

6- وبموجب ما تم الإشارة إليه في البند رقم 5، فإنه بسبب قيام نظام الملالي بنهب وسلب كميات ضخمة وسرقات فلكية من أصول أبناء الوطن وودائعهم بواسطة مصارفه، فإنه غير قادر على الإطلاق على تأمينها واستردادها. لذلك، أصبحت هذه الأزمات الطبقية – السياسية – الاجتماعية ذات طبيعة تضخمية. وتنطوي هذه الظروف بشكل عام على خاصيتين بارزتين وهما:

أ – لا عودة إلى التوازن السابق بين الشعب ونظام الملالي. لذا، فإن كل عامل جديد يدفع أبناء الوطن نحو المزيد من تكديس القنابل في المدن.

ب- لم يعد بإمكان نظام الملالي الاستجابة لهذه الظروف حتى لو أراد ذلك، فقد خرج زمام الأمور من يديه. نظرًا لأن الاستجابة لا تقتصر على الجانب الاقتصادي الذي تقع مصادره بطبيعة الحال ضمن إقطاع خامنئي وقوات حرس نظام الملالي، بل إن الأمر بات سياسيًا بحتًا، بمعنى أنه قد تم تقرير مصير نظام حكم ولاية الفقيه، ولا رجعة فيه.

جدير بالذكر أن السيدة مريم رجوي حيت المتقاعدين المسلوبة حقوقهم والتربويين المنضمين إليهم الذين خرجوا مرة أخرى بشعار لا نتوقف حتى نحصل على حقوقنا إلى ساحات الاحتجاج في طهران وكرج ونيشابور وشيراز والأهواز وإيلام وخرم آباد ويزد واصفهان وقزوين وأراك وأردبيل وشوش وكرمانشاه وسنندج وتبريز ومشهد وكرمان وبجنورد وهمدان وزنجان ودزفول.