أوجه الحقيقة –ايران
لا يبدو أن خروقات قد تحصل في المدى القريب حول الملف النووي الإيراني وإعادة إحيائه، فكل من واشنطن وطهران باتت عالقة في دوامة الشروط المتبادلة، أو من يقدم على الخطوة الأولى، بحسب ما يؤكد العديد من المراقبين لهذا الملف الشائك.
قبل أكثر من ثلاثة أسابيع، كان هناك احتمال حدوث انتهاك، عندما أعلنت الإدارة الأمريكية أنها ستحضر اجتماعا عقده الاتحاد الأوروبي مع إيران والدول الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي (بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين)، ولكن تعنت إيران، التي تمسكت معرفة ما يمكن طرحه على الطاولة أو يخرج منه, أطاح بتلك الفرصة, و على ما يبدو أعاد الملف عدة أشهر.
تناقض وتشدد
ومنذ ذلك الحين، أصدرت الولايات المتحدة وإيران بيانات متناقضة، غالباً ما تكون مواقف متشددة، تعكس الشكوك المتبادلة وجداول أعمال أوسع بكثير من مجرد تنشيط اتفاق عام 2015، دون تغيير.
وفى هذا السياق قال مسؤول كبير في إدارة بايدن لصحيفة واشنطن بوست يوم الاثنين ان الإدارة الامريكية أوضحت انها لا تتحدث عن إعادة التفاوض حول الاتفاق “مضيفا” اننا مستعدون للتفاوض غدا والاتفاق المشترك على الامتثال للاتفاق النووي»، بيد ان طهران ترغب في ذلك.
مطالب طهران
رفع جميع العقوبات التي أعاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فرضها، فضلاً عن الإفراج عن جميع الأموال المجمدة في الخارج وحظر القروض الدولية، فضلاً عن فتح الباب أمام الاستثمار الأجنبي ورفع الحظر المفروض على مبيعات النفط.
إلى كل هذا، احصل على تأكيدات بأن الإدارة الأمريكية القادمة لن تتخلى عن الصفقة مرة أخرى.
يشار إلى أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة خلال العامين الأولين من حملة ترامب «الضغط الأقصى» أدت إلى انكماش الاقتصاد الإيراني بنحو 12%، في حين انخفضت صادرات النفط — المصدر الرئيسي للنقد الأجنبي — بنسبة 80%، بحسب تقرير لهادي كلزاده.
خبير اقتصادي و باحث إيراني سابق في مركز دراسات التاج في الشرق الأوسط بجامعة برانديز. وإذا كنا نأمل في تخفيف موقف الطرفين والعودة إلى اجتماع بروكسل وفقا لدعوة الاتحاد الأوروبي، فإن الجهود الأوروبية ستستمر في حضور الولايات المتحدة لمنع انهيار الاتفاق النووي المنهار بالفعل.
و تراهن تلك الجهود على مبدأ «خطوة بخطوة», أي التزامن مع شروط الاتفاق, و لكن لم يتحقق حتى الآن أي تقدم و اضح. يأتي ذلك مع تكثيف تحذيرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وانتهاكات إيران والانسحاب من التزاماتها بشروط الاتفاقية، وآخرها يوم الأحد، حيث حذر المدير العام للوكالة من أن رفع إيران لنسب تخصيب اليورانيوم سيقربه من الاستخدام العسكري.