كشفت مصادر معارضة عن وجود مراكز أمنية لتعذيب مئات المحتجين الإيرانيين على أيدي عناصر تابعين لجهاز استخبارات الحرس الثوري في أنحاء متفرقة بالبلاد.
وأوضحت المصادر، حسب تقرير لمنظمة مجاهدي خلق المناهضة للنظام الإيراني ومقرها باريس، أن مراكز احتجاز سرية ومؤقتة تجرى بها عمليات تعذيب بدني ونفسي للمعتقلين وصفتها بالمروعة، وفق تعبيرها.
وأضاف التقرير” أن مراكز التعذيب تديرها وزارة الاستخبارات، وجهاز استخبارات الحرس الثوري، وقوى الأمن الداخلي مثل شرطة كيشا، وإسلام شهر، ونيلوفر، وشهريار.
ووصف التقرير سجن “عبرت” في شيراز (جنوب) بمعتقل تعذيب مرعب يشبه القرون الوسطى، حيث يتم تعذيب مئات من معتقلي الاحتجاجات بواسطة عناصر استخبارات الحرس الثوري الإيراني.
ودعت المعارضة إلى زيارة وفد دولي لسجون وغرف التعذيب التابعة لنظام طهران، ولقاء معتقلي الاحتجاجات الشعبية التي طالبت بتغييرات جذرية وإصلاحات اقتصادية.
وأشار التقرير إلى أن نزلاء عدد من السجون الإيرانية مثل جوهردشت، وإيفين، وطهران الكبير يتعرضون للتعذيب والمضايقات مثل الضرب المبرح بالهراوات والصدمات الكهربائية.
وتنوعت أساليب التعذيب، التي يتعرض لها المحتجزون في مراكز التعذيب بين تقييد الأيدي والأرجل بكراسي، والضرب بشدة، والتهديد بالاغتصاب، والإجبار على الاعتراف باتهامات كاذبة.
وكان السباب بعبارات بذيئة والإهانات اللفظية والركل بالقدم من أبرز أشكال التعذيب الروتيني الذي تعرض له سجناء سياسيون في مركز شرطة “كيشا”، فيما شارك أمين ناصري، مدع عام، شخصياً بتعذيب أحد السجناء باستخدام عصا كهربائية مهددا إياه بالإعدام قبل إحالته إلى المحكمة، وفق التقرير.
وتعرض سجين يدعي (ك.ج) للتعذيب بواسطة أنابيب المياه في شرطة “كيشا” بعد تقييده ووضعه بشكل مضغوط تحت الطاولة وتعريضه للضرب في نفس الوضع ثم جردوه من ثيابه بالكامل، وتعرض للتعذيب باللكمات والركلات والهراوات لعدة ساعات.
وأكدت المصادر المعارضة أن سجينا يدعي (أ.م) تعرض للتعذيب في شرطة “شهريار” الأمنية بضربات السياط على جسده وقدميه، كما تعرض سجناء آخرون لنفس طريقة التعذيب في شرطة “إسلام شهر”.
وبرز ما يعرف بـ “الإعدام الوهمي” كنوع من التعذيب الذي تمارسه استخبارات الحرس الثوري بحق العديد من سجناء انتفاضة نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، وكذلك تعذيب نفسي آخر يسمي مشهد الرمي من مرتفع.
جدير بالذكر أن التعذيب طال الأطفال والمراهقين الأقل من 18 عاما المحتجزين منذ ما تعرف إعلاميا باسم احتجاجات البنزين في إيران، حيث تعرض عدد كبير منهم لتعذيب بالعصي الكهربائية، والهراوات، والسياط، وخلع الأظافر.
وتطرق التقرير إلى ما يطلق عليه سجن “عبرت” المقام تحت الأرض في شيراز، وتديره استخبارات الحرس الثوري وينادي الحراس بعضهم البعض بألقاب تعبر عن القسوة في استخدام العنف ضد السجناء.
ولفت إلى أن سجن “عبرت” احتجز به المصارع الإيراني نويد أفكاري قبل وقت قصير من إعدامه، الأسبوع الماضي، بتهمة القتل العمد لعنصر أمني خلال احتجاجات شعبية عام 2018.
ونقلت السلطات الإيرانية أغلب الجرحي الذين أصيبوا برصاص قوات الأمن في احتجاجات نهاية العام الماضي من المستشفيات إلى سجن “عبرت”، واحتجز نحو 400 نزيل في زنازين قذرة لا تتجاوز مساحتها المتر المربع الواحد لكل شخص.
ويمنع حراس السجن النزلاء من التحدث مع بعضهم البعض، ويعاقبون إذا تبادلوا كلمة بينهم إما بمنع الطعام لمدة أسبوع، أو المراقبة المتواصلة عبر دوائر تلفزيونية مغلقة، والحرمان من التحدث هاتفيا مع عائلاتهم.
وتتكرر حالات تنفيذ أحكام الإعدام داخل سجن عبرت في شيراز، حيث يُنقل السجناء الذين سيعدمون إلى الحبس الانفرادي باسم “إرشاد” في الليلة التي تسبق الإعدام، بينما تحرص السلطات على عدم تسريب أسماء وتفاصيل المحتجزين في سجن عبرت إلى المؤسسات والهيئات الدولية.
وطالبت المعارضة الإيرانية مجددا الأمين العام للأمم المتحدة, ومجلس حقوق الإنسان، والمفوضة السامية لحقوق الإنسان، والمنظمات الحقوقية الأخرى باتخاذ إجراءات فورية للإفراج عن المحتجين المعتقلين بسبب كونهم عرضة للتعذيب والإعدام.