أوجه الحقيقة – المغرب –
بضربة أمنية استباقية، نجا المغرب من مخطط إرهابي “شيطاني” لاستهداف شخصيات عامة وعسكرية ومقرات تابعة لقوات الأمن، باستخدام أحزمة مفخخة وقنابل يدوية وانتحاريين.
وبحسب المكتب المركزي للأبحاث القضائية بالمغرب فإن الخلية الإرهابية التي فككتها السلطات بالمملكة، الخميس، كشفت عن مُخططات مُثيرة لها، وأن تدخل رجاله في الوقت المُناسب جنب البلاد “حمام دم”.
والخميس، نجحت عمليات أمنية دقيقة ومتوازية على مُستوى 4 مُدن مغربية في تفكيك خلية إرهابية تنشط في طنجة (شمال) وتيفلت وتمارة والصخيرات (ضواحي العاصمة الرباط)، مع توقيف 5 متطرفين تتراوح أعمارهم ما بين 29 و43 عاماً.
والمكتب المركزي للأبحاث القضائية بالمملكة يُعرف بـ(إف بي آي المغرب)، وقد تأسس في عام 2015 ومقره الرئيسي بمدينة تسلا ضواحي العاصمة الرباط، ومعني بمكافحة الخلايا الإرهابية والاتجار بالمخدرات والعمليات الإجرامية الكبرى والاختطاف.
عبدالحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية بالمغرب، تحدث في مؤتمر صحفي صباح الجمعة عن أن الخلية كانت تُخطط لاستهداف مراكز مصالح الأمن والدرك، بالإضافة إلى شخصيات عمومية وعسكرية، دون أن يُسمها أو يحدث عن طبيعة مسؤوليتها أو رتبها.
وبحسب الخيام فإن المُخابرات المغربية تتبعت تحركات أعضاء الخلية منذ بدايتها، مشيداً بالخبرات التي تتمتع بها الأجهزة الاستخباراتية والعناصر الأمنية في المملكة، ما يمنحانها قدرة عالية للتبليغ في الوقت المناسب عن مراحل تقدم سير التخطيط للعمليات الإرهابية.
ومنذ بدء نشاطها، تتبعت السلطات المغربية الخطوات الرقمية لعناصر الخلية الإرهابية، ورصدت تحركاتهم عبر شبكة الإنترنت، وكذلك جميع الأشخاص الحاملين للأفكار المُتطرفة والهدامة.
وبدقة متناهية، نفذت القوات الخاصة المغربية عملياتها الأمنية صباح الخميس، مع التزام كامل بالقوانين، حيث تم توجيه تلك الضربات الأمنية بعد بلوغ العناصر الإرهابية مراحل مُتطورة بلغت الاستعداد لتنفيذ مخططاتها، لتجنيب البلاد “ويلات” عملياتها، وفقا للخيام.
وأزاح الستار عما تتمتع به هذه الخلية الإرهابية من خبرات لتركيب المتفجرات وإعدادها بواسطة (طنجرة ضغط) أي أسطوانة تحتوي على مواد متفجرة ومواد أخرى مملوءة في أنابيب وسترات مفخخة للقيام بعمليات انتحارية.
وفي انتظار ظهور نتائج اختبار كورونا الخاصة بالموقوفين، بغرض بدء التحقيقات، كشف مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية بالمغرب أن التحريات الأولية عن الشخص الذي تم اعتقاله بمدينة تمارة، ضواحي العاصمة الرباط، هو أمير الخلية، ويعمل بائعاً للسمك.
وأشار إلى أن “أمير الخلية” تحول من نشاط إجرامي إلى آخر إرهابي، إذ كانت له سوابق إجرامية وسجنية في سنتي 2004 و2006، ومعروف بتكوينه عصابة إجرامية تنشط بالمنطقة سابقاً، بينما باقي أفرد الخلية تتنوع أنشطتهم المهنية ما بين النجارة والزراعة والصباغة والترصيص (السباكة).
أما الطريقة التي كانت تُدار بها الخلية الإرهابية، أوضح الخيام أن الأمير أوكل لشخص آخر يوجد في مدينة تيفلت، ضواحي العاصمة الرباط، إدارة “البيت الآمن” الذي اتخذوه مخزناً للأسلحة وباقي المواد، بالإضافة إلى سهره على تجنيد عناصر جُدد ضمن الخلية.
وفيما وصلت السلطات المغربية إلى أن الموقوفين كانوا بصدد الاستعداد لتقديم الولاء لتنظيم داعش الإرهابي، سيبدأ المُحققون الاستجواب لهم لمعرفة ما إن كانت للخلية امتدادات على مستوى الخارج وارتباطات بتنظيمات دولية.
ولفت إلى أن المعطيات المتوفرة إلى حدود الساعة تُبين أن الخلية كانت تعمل على تمويل نفسها عن طريق المساهمات المالية من أفرادها.
وخلال قيام أفراد القوات الخاصة بتوقيف أمير الخلية قام هذا الأخير بمُهاجمة أحد العناصر بواسطة سلاح أبيض، ما تسبب في جُرح غائر بيده اليُمنى، قبل أن يتم توقيفه بعد إطلاق عيارات نارية وقنابل صوتية بشكل تحذيري.
هذا الاعتداء، وصفه عبدالحق الخيام بـ”الإرهابي” على أحد عناصر الأمن، من طرف أمير الخلية الذي رفض الانصياع للقانون أثناء عملية توقيفه.
وعرفاناً بتضحيته، أعطى عبداللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تعليماته من أجل ترقية استثنائية لهذا العُنصر المُشتغل ضمن مجموعة التدخل السريع إلى رتبة أعلى، مع التكفل بجميع مصاريف التطبيب والاستشفاء والنقاهة.