حرب إخوانية في ليبيا وتركيا ضد اتفاق النفط بين حفتر ومعيتيق
أثار اتفاق استئناف ضخ وتصدير النفط الذي تم توقيعه في موسكو بين ممثلي الجيش الوطني برئاسة قائد الجيش، خليفة حفتر، ونائب رئيس المجلس الرئاسي، أحمد معيتيق، حفيظة معسكر الإخوان وحلفائهم في ليبيا، فبدؤوا عملية تجييش ضد هذا الاتفاق الذي ينهي سيطرتهم على موارد النفط، حتى لا يرى طريقه إلى التنفيذ، الأمر الذي يضع البلاد أمام مأزق جديد.
وكانت القيادة العامة للجيش الليبي اتفقت مع نائب رئيس المجلس الرئاسي، أحمد معيتيق، على تشكيل لجنة مشتركة تشرف على إيرادات النفط، وعلى التوزيع العادل لتلك الإيرادات، وفق أسس منها توزيع العوائد على الأقاليم الثلاثة (برقة وطرابلس وفزان).
وفي هذا السياق، أعلن حزب العدالة والتنمية، الذراع السياسية لتنظيم الإخوان في ليبيا، الأحد، معارضته لهذا الاتفاق النفطي الذي وصفه بـ”المغامرة غير المدروسة التي تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات النجاح”، وأطلق هجوما ضدّه عبر أبواقه الإعلامية.
وقال رئيس الحزب محمد صوان، في بيان نشره على صفتحه بموقع فيسبوك، إن ما “جرى اليومين الماضيين من ترتيبات للإعلان عن تسوية وتمرير اتفاقيات مشبوهة، تحمل في طيّاتها طموحات فردية وتجاوزا للشرعية وللجهات المسؤولة”.
وزعم القيادي الإخواني، أن ما ورد في الاتفاق “يحمل بنودا خطيرة تتعلق بمقدرات الدولة، وبالميزانية وتوزيعها، وتشكيل لجنة بصلاحيات حكومة، وتسوية ملفات مالية عالقة خطيرة دون أدنى ترتيب وموافقة من الجهات الرسمية المسؤولة، أو حتى تشاور مع الأطراف الرئيسية أو الترتيب المسبق للتنفيذ”، معتبرا أن ذلك “يؤشر إلى غياب أبجديات العمل السياسي والعقلاني بما لا يسمح بأي فرصة للنجاح، ويؤدي إلى مزيد من التعقيد للأزمة”.
وطالب صوان، بضرورة “مراعاة مصالح الدول الشريكة لليبيا في المجال الجيوستراتيجي في أي تسوية سياسية ليبية”، في إشارة إلى تركيا، داعيا المجلس الرئاسي إلى التدخل “للاضطلاع بدوره في متابعة هذه التصرفات العبثية وأبعادها وأطرافها لضمان الوصول إلى حل شامل يخرج ليبيا من أزمتها ويحقق الاستقرار السياسي والاقتصادي”.
من جانبه، نأى المصرف المركزي الذي تسيطر على إدارته قيادات إخوانية بنفسه عن اتفاق النفط الموقع بين أحمد معيتيق والجيش الليبي، ونفى بشكل قاطع صلته بتفاهمات تتعلق بتوزيع عائدات النفط، ورفض الزج به وبمحافظه “الصديق الكبير” في هذا الشأن.
وقبل ذلك، أعلن أسامة جويلي، آمر ما يعرف بالمنطقة العسكرية الغربية، رفضه الاتفاق وقال عبر قناة “ليبيا الأحرار”، التي تبث من تركيا، “ننتظر موقفا من أعضاء الرئاسي والنواب بشأن الاتفاق المزعوم، ونعلن بجلاء للداخل والخارج بأن هذه المهازل لن تمر وأي اتفاق غير معلن سيكون مصيره الفشل”.
وتعليقا على ذلك، يرى المحلل السياسي محمد الرعيش أن الحملة التي شنها حزب الإخوان في ليبيا وحلفائه على الاتفاق بين أحمد معيتيق والجيش الليبي الذي يتيح استناف ضخّ وتصدير النفط، كشف عن انقسام كبير داخل حكومة الوفاق بين من يدعم هذا الاتفاق ويمثله جناح معيتيق ومن يرفضه، مضيفا أنّه يدخل في إطار الصراع على المال والسلطة.
حرب إخوانية في ليبيا وتركيا ضد اتفاق النفط
وأوضح الرعيش في تصريحات صحفية ” أن مضامين الاتفاق التي تسند مهمة رقابة أموال النفط إلى لجنة مشتركة بين الشرق والغرب، تزيح سيطرة واستحواذ الإخوان على ملف النفط وإيراداته وتوظيفها لتحقيق مصالحهم ومآربهم وشراء الولاءات في الداخل والخارج وتدويرها لتسليح الميليشيات وتمويل المرتزقة، مشيرا إلى أنّ هذه الجماعة ستعمل ما بوسعها لعرقلة تنفيذ الاتفاق وإسقاطه عبر أذرعتها الموجودة داخل المؤسسة الوطنية للنفط وداخل المصرف المركزي وميليشياتها المتمركزة على الأرض”.
والجمعة، عرقلت ميليشيات مسلحة بمدينة مصراتة، أول اجتماع عمل للجنة المشتركة الخاصة بتوزيع إيرادات النفط برئاسة نائب المجلس الرئاسي أحمد معيتيق والقيادة العامة العامة، عندما منعت معيتيق من التوجه إلى مدينة سرت.