أوجه الحقيقة – العراق –
في أول تعليق له على التظاهرات التي عمت العاصمة العراقية أمس الأحد و9 محافظات جنوب البلاد، في الذكرى الأولى لحراك تشرين، اعتبر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أنها قدمت درساً للجميع، وكانت استذكارا سلميا لأحداث أكتوبر.
وأكد في تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر الاثنين أن أغلب المتظاهرين السلميين أثبتوا أمس التزامهم ووطنيتهم، بينما ظهر بعض المتجاوزين الذين تعرضوا للقوى الأمنية, كما أضاف أن القوات الأمنية أبدت أعلى درجات ضبط النفس والالتزام وقدّمت التضحيات.
في حين سجلت صدامات جديدة اليوم الاثنين بين عشرات المتظاهرين وقوات الأمن في ساحة التحرير، فيما شهدت مدينة كربلاء ليلاً أيضاً مناوشات.
وحاول عشرات الشبان عبور جسر الجمهورية الذي يصل ساحة التحرير بالمنطقة الخضراء حيث مقر الحكومة والبرلمان والسفارة الأميركية.
كما قام متظاهرون برمي الحجارة وحاولوا تخطي حواجز وضعتها الشرطة التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية.
أما في مدينة كربلاء (جنوب) التي كانت خلال العام الماضي مسرحاً لتظاهرات ليلية، فقام عدد من المتظاهرين الشباب حتى ساعات الصباح الباكر برمي الحجارة على عناصر شرطة يحتمون خلف دروع حديدية ويحملون هراوات، كانوا يقومون بدورهم برميها على المتظاهرين من جديد, إلى ذلك، أطلقت قوات الأمن النار في الهواء لتفريق المتظاهرين الذين تراجعوا إلى الخلف.
بدورها، شهدت مدينة الديوانية (جنوب)، تظاهرات مماثلة حرق خلالها متظاهرون إطارات لبعض الوقت في عدد من الشوارع وسط المدينة، فيما شهدت مدينة الحلة (جنوب) صدامات مماثلة.
بينما قدمت الناصرية (جنوب البلاد) المعقل التاريخي للتظاهرات في العراق، المثال الأبهى على السلمية، حيث لزم مئات المتظاهرين حتى وقت متأخر خلال الليل ساحة الحبوبي، وسط المدينة، مرددين النشيد الوطني وشعارات داعية للحفاظ على طابع سلمي للحراك.
وكان الآلاف تظاهروا الأحد في مناطق متفرقة في البلاد، في الذكرى الأولى للاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة التي انطلقت العام الماضي ضد السلطات والأحزاب التي يعتبرها المحتجون عاجزة عن إصلاح الأوضاع ومعالجة البطالة ومحاربة الفساد وتحسين الخدمات الأساسية والحد من تزايد نفوذ الفصائل المسلحة الموالية لإيران.
يذكر أن نحو 600 متظاهر قتل وأصيب 30 ألفاً فضلاً عن اعتقال المئات خلال احتجاجات العام الماضي، التي شهدت محطات عنف متعددة، ولكنها لم تثنِ الشباب العراقي عن النزول إلى الشوارع والساحات، غير أنها خفت حماستها لاحقا مع تعيين الكاظمي وتشكيل حكومة جديدة، وتفشي فيروس كورونا، دون أن تنطفئ.