تركيا وإيران .. حليفان مأزومان يجتمعان لمحاولة تدارك الفشل والسقوط والخراب

أوجه الحقيقة – تركيا – 

سلطت إذاعة زمانة، الناطقة بالفارسية، الضوء على كواليس الاجتماع السادس للمجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بينتركيا وإيران والذي أقيم عبر تقنية الفيديو كونفرانس، أمس الثلاثاء.

وذكرت الإذاعة المعارضة، التي تتخذ من هولندا مقرا لها، الأربعاء، أن الرئيسين الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان اتفقا على الالتزام بما أطلقا عليه التعاون والتنسيق المشترك لمواجهة الجماعات الكردية المسلحة.

ولفت التقرير إلى أن ختام الاجتماع شهد بيانا مشتركا جاء في 19 فقرة، أكدت فيه أنقرة وطهران استمرار وتوسيع التعاون الثنائي والإقليمي والدولي بينهما بما يضمن المصالح المشتركة.

وتطرق الاجتماع، الذي استضافته طهران عبر الإنترنت وعقد برئاسة روحاني وأردوغان وثمانية وزراء من البلدين، لاستهداف مواقع حزب العمال الكردستاني (بي كاكا)، وحزب الحياة الحرة الكردستاني (بجاك) وغيرهما من المجموعات الكردية المناهضة للنظامين الإيراني والتركي.

وتشن تركيا هجمات مسلحة على حدودها الشرقية، وكذلك داخل الأراضي العراقية لاستهداف عناصر حزب العمال الكردستاني المعارض لقمع وسياسات نظام أردوغان، وفق التقرير.

وتشتبك القوات البرية التابعة لمليشيا الحرس الثوري الإيراني أحيانا مع قوات حزب الحياة الحرة الكردستاني على الحدود الغربية والشمالية الغربية لإيران.

وجددت أنقرة قصفها لعدة مواقع كردية بالقرب من الحدود العراقية – التركية، أمس الثلاثاء، بمشاركة 1040 جنديا من قوات الأمن التركية تتألف من 70 فرقة عمليات.

وبدأت تركيا قبل نحو شهرين، عملية عسكرية بمشاركة سلاحي البر والجو أطلقت عليها اسم “مخلب النمر” بزعم أنها تستهدف مواقع يسيطر عليها مقاتلو حزب العمال الكردستاني في شمالي العراق.

وقوبلت العملية العسكرية التركية داخل الأراضي العراقية باستنكار وتنديد من جانب حكومة بغداد ودول عربية وإقليمية ضد انتهاك سيادة العراق.

يشار إلى أن الجولة السابقة من المجلس الأعلى الإيراني التركي للتعاون الاستراتيجي عقدت عام 2018 في العاصمة التركية أنقرة.

ويرى مراقبون أن اجتماع إيران وتركيا ذو الطبيعة الأمنية بمثابة ترتيب لأوراق الحليفين المأزومين سياسيا واقتصاديا وسط تطورات إقليمية تواجه البلدين الجارين حدوديا.

وأكد التقرير أن أنقرة وطهران تنظران إلى تحالفهما على أنه تعزيز للعلاقات الثنائية في مقابل ما تطلقان عليها المؤامرات التي تستهدف عرقلة تدخلاتهما في المنطقة.

واعتادت تركيا اختراق الأجواء العراقية بزعم ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، غير أن تلك الهجمات كثيرا ما تسقط ضحايا من المدنيين.

وعلى صعيد متصل، طالبت “اللجنة الوزارية العربية الرباعية”، بوقف تدخلات طهران ومطالبتها بالتوقف عن دعم وكلائها بالمنطقة، فيما دعت مصر لوضع آلية ردع للنظام التركي.

وقال بيان صادر عن جامعة الدول العربية، إن “اللجنة المعنية بتدخلات إيران” في اجتماعها الذي عقد على هامش أعمال الدورة (154) للمجلس الجامعة، ناقشت تطورات الأزمة مع طهران وسُبل التصدي لتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية.

وأكدت اللجنة التي عقدت برئاسة الإمارات وعضوية مصر والسعودية والبحرين، بجانب الأمين العام لجامعة الدول العربية، رفضها، وأدانت هذه التدخلات.

وجددت دعوتها لإيران بالكف عن تدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية، والتوقف عن دعم وكلائها في المنطقة وإثارتها للنعرات الطائفية، ما يُشكل تهديداً مستمراً لأمن واستقرار الدول العربية.

وطالبت اللجنة في بيانها الختامي، المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم لمواجهة إيران وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة.