ليبيا حلم الامبروطورية العثمانية أراضي شاسعة مليئة بالثروات من نفط وغاز ومعادن, إطلالة ضخمة على البحر الأبيض المتوسط وعدد سكان قليل في بلد سادت القبلية وأنهكته النزاعات وجبة دسمة تسيل اللعاب، واسم الطبق.
اوجه الحقيقة | وثائقي أوجه – ليبيا حلم الامبروطورية العثمانية
سقط معمر القذافي في العشرين من أكتوبر سنة 2011 لتدخل ليبيا الدولة الغنية بمواردها دوامة نزاعات لم تخرج منها إلى اليوم طرفا نزاع هما المشير خليفة حفتر عن الجيش الليبي وفائز السراج عن حكومة الوفاق كل منهما ينسب السلطة والشرعية لشقّه هكذا النظرة على السطح أما على الأرض تتصارع القوى الدولية في لعبة المصالح والنفوذ على رقعة الشطرنج الليبية.
ليبيا حلم الامبراطورية العثمانية والشوكة العربية
فتحت حكومة فايز السراج الباب لتدخل القوات العسكرية التركية رسميا الأراضي الليبية بتمويل قطري بعد أن كان الدعم في الخفاء عبر مد السراج بالسلاح وميليشيات جلبتها من سوريا التي تدخلت فيها تركيا سابقا
أردوغان ليبيا إرثنا وكانت على مر التاريخ إرثا عثمانيا
طموحات تركيا التوسعية لم يخفها أردوغان بوصفه ليبيا إرثا عثمانيا في خطاب شعبوي اعتاده متابعوه ولكن المصالح تمتد إلى ثروات البلاد النفطية وخاصة حقل غاز شرق المتوسط الذي تسعى تركيا للسيطرة عليه في منافسة مع قبرص واليونان ومصر والأخطر من هذا كله مشروعه الإيديولوجي لليبيا بجعلها عاصمة للإخوان المسلمين في شمال إفريقيا بحلول سنة 2028 تشاركه فيه قطر وتدعمه بالمال مخطط وُضع منذ سنة 2006 كشفه الليبي صلاح الحداد المنشق عن تنظيم الإخوان المسلمين وأعاد ذكره رجب طيب أردوغان من اسطنبول سنة 2018 في حفل الاحتفال بالذكرى التسعين لتأسيس التنظيم حيث تمنى إقامة حفل المئوية في طرابلس.
تونس بوابة ليبيا الغربية
الدبلوماسية التونسية اختارت عدم الانحياز لأي طرف من أطراف النزاع في ليبيا والحل التونسي المقترح في ليبيا؛ حوار وطني شامل يجمع كافة الفرقاء للخروج بحل سلمي للوضع في ليبيا تركيا لم تقتنع بالموقف التونسي وبعد تولي قيس سعيّد لرئاسة الجمهورية توجه أردوغان إلى تونس بنفسه حاملا معه وزراء دفاعه وخارجيته واستخباراته في زيارة غير معلنة محاولا الضغط على الرئيس الجديد للانحياز في الحلف التركي وكسب ليبيا من بوابة تونس.
وكتبت الصحافة التركية عن موقف تونس الداعم لتركيا وحلفها في ليبيا ليأت الرد بعد يوم صاعقا لأردوغان على شكل صفعة رسمية رئاسة الجمهورية التونسية تنفي الأخبار التركية والرئيس نفسه يخرج إلى الإعلام ليكذب الأقاويل ويؤكد على ثبات تونس في موقفها الأصلي المحايد من جميع الأطراف الرد التونسي الرسمي جعل تركيا تلجأ إلى اللعب تحت الطاولة عن طريق حليفها حركة النهضة الإخوانية الممثلة في رئيسها راشد الغنوشي الذي يشغل أيضا منصب رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي خرقا لحياد التونسي .
واصطف إلى جانب فايز السراج حليف تركيا وقطر مما جعلهم حط مسائلة داخل البرلمان التونسي وصلت حد التصويت على سحب الثقة منه واشتدت حدة مداخلات النواب التونسيين ضد النهضة ورئيسها “أقول لك هذه جلسة مساءلة وهذه جلسة ستسمع فيها حقيقتك المرة، وسيسمع فيها الشعب التونسي الأكاذيب التي تنشرونها” “سير الجلسة يقع كما خطط له من حركة النهضة وأتباعها، …… لا تريدون تحمل مسؤولياتكم، لأن اليوم أمامكم مسؤولية تاريخية، لأنك غير قادر على تحمل المساءلة، لا أنت ولا حزبك“.
الرئيس قيس سعيد ثابت على موقف الحياد رغما لمؤشرات التي تدلّ على توتر العلاقة بينه وبين رئيس البرلمان راشد الغنوشي ويبدو أن قادم الأيام في تونس ستشهد تطورات أكثر ضد راشد الغنوشي الذي خرق الحياد التونسي لكن سواء دخلت تونس في الصراع الليبي أم التزمت الحياد وسواء غلبت كفّة حفتر أم السراج هنالك حقيقة واحدة غير قابلة للتكهن:
الشعب الليبي هو الخاسر الأكبر والوحيد في هذا الصراع الليبي ــــــ الليبي، هو من يدفع الفواتير من دمه وقوت عياله ومستقبلهم
والخوف كل الخوف أن يأتي زمن تقول فيه العرب : ” هنا كانت دولة إسمها ليبيا ”