أوجه الحقيقة
ماذا يحمل تفكير الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عندما قرر بدء الغزو في أوكرانيا؟ وما الذي يدور في ذهن في بوتين؟ سؤال طرحته حفيدة الزعيم الروسي نيكيتا خروتشوف الذي حكم الاتحاد السوفياتي من العام 1953 إلى العام 1964.
ونشر موقع “بروجيكت سانديكيت” مقالة لنينا خروتشوف، حفيدة الزعيم الروسي نيكيتا خروتشوف، التي تناولت فيها تحليلاً للأسباب التي دفعت ببوتين لاقتحام أوكرانيا والوقوف عند الخلفيات المرئية أو غير المعلنة التي تغطي الهجوم العسكري لفلاديمير بوتين واجتياحه الأراضي الأوكرانية وتدمير مدنها ومنشآتها الاستراتيجية والإقليمية، وتخريب بنيتها التحتية إلى جانب اشتراطه الرئيسي لوقف هذه الحرب تنصيب حكومة جديدة موالية له في كييف، وهكذا يجعل أوكرانيا تسبح بأكملها في الفلك الروسي.
قوة بوتين
وأشارت مقالة نينا خروتشوف، إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرغب في معاقبة الناتو والضغط عليه من خلال تدمير البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا أو تنصيب حكومة موالية له في البلاد. لكن الدافع الحقيقي لغزو أوكرانيا أقل براغماتية بكثير بل وأكثر إثارة للقلق.
ووفق المقالة المنشورة، فإن قرار بوتين بأمر وحداته العسكرية شنّ هجوم شامل لأوكرانيا يتعدى أي منطق سياسي، حتى منطقه الاستبدادي المتشدد، من خلال هجومه غير المبرر، لينضم بوتين إلى القائمة الطويلة من القادة غير العقلانيين، ليس أقلهم جوزيف ستالين، الذي كان يعتقد أن الحفاظ على سلطته وتعزيز نفوذه يتطلب توسعًا مستمرًا في سلطته، وهو ما دفع بستالين إلى ارتكاب فظائع مروعة ضد شعبه، أدت إلى انتشار المجاعة وموت ملايين الأوكرانيين جوعاً.
أعلن ماو تسي تونغ ، وهو قاتل جماعي آخر في القرن العشرين، أن القوة السياسية تنبع من فوهة البندقية أو على ما يبدو من صاروخ نووي، لعل هذا المنطق يفسر تصرفات بوتين في أوكرانيا، أو أنه يمتلك تفكيراً نازيا خاصة وأن الرئيس الأوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، يهودي.
إذن، ماهي نهاية لعبة بوتين؟ ومن يقصد في أهدافه من وراء الغزو لأوكرانيا؟ هل يأمل في إسقاط كييف واستبدال زيلينسكي أو بتحويله إلى فيليب بيتان الأوكراني، زعيم فرنسا المتعاون خلال الحرب العالمية الثانية؟
سبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا
وحسب ما نشره موقع “بروجيكت سانديكيت”، فإن السبب الحقيقي لبوتين لغزو أوكرانيا يكمن في استسلمه لهوسه بالأنا من أجل استعادة مكانة روسيا كقوة عظمى بمجال نفوذها المحدد بوضوح.
ويحلم بوتين بعقد مؤتمر مثل يالطا وبوتسدام ، حيث يتقاسم مع زملائه من قادة القوى العظمى، الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ ،العالم فيما بينهم.
ولمح فلاديمير منذ فترة طويلة إلى رغبته في استعادة مملكة روسيا المسيحية الأرثوذكسية – أساس الحضارة الروسية – من خلال بناء “اتحاد روسي” يشمل روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا والمناطق الروسية في كازاخستان.
عقل بوتين
كان الروسي ينتظر على ما يبدو أن الصين ستدعمه. لكن بينما انطلق في الغزو بعد أسابيع فقط من إبرام شيء يشبه اتفاق تحالف مع شي في بكين ، كانت ردود أفعال المسؤولين الصينيين بعيدة جدًا عن تطلعاته، مع الدعوات إلى “ضبط النفس”، نظراً إلى اعتماده شبه الكامل على الصين لمساندتها في تحدي النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
إن صخب بوتين الوهمي أدى إلى نفور الروس واحتجاجهم على إقراره الهجوم على أوكرانيا، حيث تظاهر الروس منددين بقراره.
وهكذا ضحى بوتين بعقود من التنمية الاجتماعية والاقتصادية ودمر الآمال التي يحملها الروس في المستقبل، لتبقى روسيا الآن في دائرة الاتهام الدولي وفي نطاق العقوبات العالمية التي أرهقتها.