أوجه الحقيقة – مصر –
قبل عدة أسابيع احتجزت السلطات التركية أحد الإرهابيين المصريين المحكوم عليهم بالإعدام في قضية أحداث كرداسة ثم أفرجت عنه بعد 6 شهور دون أن تفصح عن سبب الاحتجاز أو سبب الإفراج بعد ذلك.
سبب الاحتجاز ثم الإفراج لا يعلمه غالبية قيادات إخوان مصر الفارين إلى هناك، ولكن يعلمه عدد محدود جدا منهم، إضافة بالطبع للسلطات التركية التي سمحت لهذا الإرهابي بالظهور على فضائيات الإخوان في إسطنبول، دون شروط أو قيود، بل فرضته ضيفا على برامجها، رغم أنه ينتمي لتنظيم الجهاد وليس جماعة الإخوان.
اسمه محمد نصر الدين فرج الغزلاني يبلغ من العمر 53 عاما وكان يقيم في مصر في شارع الموقف الخلفي بمنطقة كرداسة بالجيزة جنوب القاهرة، وهو المتهم الأول والرئيسي في قضية أحداث كرداسة عام 2013 والتي شهدت حرق قسم شرطة كرداسة وقتل ضباط على رأسهم اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.
وفق المعلومات التي تم الحصول عليها فإن الغزلاني ليس من عناصر الإخوان بل من قيادات جماعة الجهاد وتورط في قضية خان الخليلي في التسعينيات، كما انضم عام 1992 لتنظيم طلائع الفتح مع محامي الجماعات الجهادية مجدي سالم، وتم اعتقاله والحكم عليه بالسجن ثم أفرج عنه بعفو رئاسي من الرئيس المعزول محمد مرسي.
كان غزلاني أحد قنوات الاتصال بين قيادات الإخوان والتكفيريين في سيناء عقب ثورة يناير من العام 2011 ورصدت الأجهزة الأمنية لقاءات بينه وبين قيادات إرهابية في سيناء خلال تولي الرئيس المعزول محمد مرسي الحكم، وعقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، قاد مجموعة من الإرهابيين وعناصر الجماعات الجهادية ونفذ أحداث كرداسة والتي استهدفت قتل مأمور مركز الشرطة، ونائبه وعقيد ومعاون المباحث و7 من الأمناء والجنود والتمثيل بجثثهم واستخدام قذائف آر بي جي، والبنادق الآلية في اقتحام قسم الشرطة وإشعال النيران به، وقتل اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة وبعدها بأيام فر هاربا خارج البلاد.
أخبار ذات صلة :
بينهم أسرة مرسي.. مصادرة أموال 89 من قيادات الإخوان
مغارة استثمارات الإخوان تتكشف.. شركات للغنوشي وأولاده وأموال للقاعدة
وشملت قائمة المتهمين في القضية 23 متهمًا بينهم 12 متهمًا هاربًا على رأسهم الغزلاني هارب ووجهت لهم النيابة اتهامات بإنشاء وإدارة وزعامة جماعة أسست على خلاف أحكام القانون وتولي زعامة جماعة تدعو إلى تكفير الحاكم وإباحة الخروج عليه، وتغيير نظام الحكم بالقوة والاعتداء على أفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة وأبناء الديانة المسيحية واستحلال أموالهم وممتلكاتهم، واستهداف المنشآت العامة بغرض الإخلال بالنظام العام .وعاقبت المحكمة محمد الغزلاني و11 آخرين، بالإعدام شنقا.
ظهر الغزلاني بعد ذلك في تركيا وتبين أنه يحظى بمعاملة خاصة من السلطات التركية، ويلتقي بقيادات ومسؤولين أتراك بارزين بينهم ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كما كان يتردد على رفيقه في تنظيم الجهاد مجدي سالم الهارب لتركيا أيضا حيث يتمتع الأخير بعلاقات وثيقة مع المسؤولين الأتراك.
سالم هو قائد تنظيم طلائع الفتح والذي كان أعضاؤه يسافرون إلى أفغانستان للتدريب هناك بتعليمات من أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة ويعودون للقيام بعمليات عنف وإرهاب في مصر، وتم إلقاء القبض عليهم في 1993، ووجهت لهم النيابة اتهامات بالانضمام إلى جماعات محظورة والتخطيط لأعمال إرهابية بهدف الإضرار بالأمن، وصدر ضده حكم بالسجن 15 عاما.
تزوج مجدي سالم أرملة محمد عبد السلام فرج صاحب كتاب “الفريضة الغائبة” وأحد المخططين والمتهمين الرئيسيين في قضية اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات وأقامت معه في تركيا حتى وفاتها ثم دفنت هناك.