نيويورك تايمز: خامنئي يقف وراء إعدام الصحفي المعارض “روح الله زم”

أوجه الحقيقةإيران – 

أعدمت إيران الصحافي والمعارض روح الله زم، يوم السبت، بعد إدانته بتشجيع موجة احتجاجات مناهضة للحكومة في عام 2017 عبر قناة Telegram المعارضة التي كان يديرها من منفاه في فرنسا، وهو ما تسبب بموجة غضب دولية واسعة وصلت حتى اتهام خامنئي بالتورط في إعدام الصحافي المعارض.

وبحسب تقرير صحيفة “نيويورك تايمز”، قام روح الله زم بتشغيل وكالة أمد نيوز Amad News، وهي قناة شهيرة على منصة تيلغرام، واستخدمها لمشاركة ونقل التفاصيل حول الاحتجاجات التي هزت إيران في أواخر عام 2017. وتضمنت منشوراته مقاطع فيديو للمتظاهرين ساعدت في نشر أخبار الانتفاضة في وقت كان النظام يحاول قمع المعلومات.

وذكر التقرير أن زم كان في المنفى في فرنسا منذ عام 2011، وعاش هناك حتى عام 2019 عندما سافر إلى العراق واعتقل لاحقا من قبل الحرس الثوري الإيراني. وقد أُعدم شنقاً بعد إدانته في يونيو بجريمة “الإفساد في الأرض” والتي غالبا ما تستخدم لوصف محاولات الإطاحة بالنظام الإيراني.

خامنئي العقل المدبر للإعدام

وأدانت جماعة “مراسلون بلا حدود” النظام الإيراني لشنق الصحافي زم. وقالت الجماعة على “تويتر” إنها “غاضبة من هذه الجريمة البشعة، وترى أن خامنئي هو العقل المدبر لهذا الإعدام”، في إشارة إلى المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي. كما نددت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان بإعدامه ووصفته بأنه “عمل همجي وغير مقبول” يقوض حرية التعبير وحرية الصحافة في إيران.

واجتذب موقع أمد نيوز Amad News أكثر من مليون مشترك، ولكن في ديسمبر 2017 أغلقتها شركة Telegram بعد أن قالت السلطات الإيرانية إنها تحرص على العنف. وأنشأ روح الله زم بسرعة قناة جديدة بديلة.

إيران وحربها على المعارضين

ويضيف التقرير لطالما سعت إيران إلى إسكات المعارضين في الداخل والخارج، واحتجاز المعارضين في الدول الأجنبية، وحجب تطبيقات الرسائل لقمع السخط واستخدام القوة الوحشية ضد شعبها، مما أدى في العام الماضي إلى مقتل مئات المحتجين خلال الاضطرابات الواسعة في البلاد.

أخبار ذات صلة :

البرلمان الإيراني يشدد على رفض تصريحات أردوغان المثيرة

الحكم بالسجن 15 عاماً على ناشطتين إيرانيتين في حقوق المرأة

ويتساءل التقرير كيف انتهى المطاف بالصحافي زم في أيدي الحرس الثوري؟ وبحسب رضا معيني، رئيس مكتب إيران وأفغانستان في منظمة “مراسلون بلا حدود”، كان زم، وهو شخصية مثيرة ومعروفة في إيران، في الشتات يبحث عن تمويل لإطلاق قناة تلفزيونية.

وبالفعل تم استدراج زم للقيام برحلة إلى العراق، حيث كان يأمل أن يجتمع مع آية الله العظمى علي السيستاني لمناقشة تمويل مشروعه الإعلامي.

وأضاف معين في وقت سابق من هذا العام، أن زم نشر معلومات تضر خامنئي، وظل يبحث بقوة عن مصادر تمويل. وكان زم تحت حماية الشرطة حتى غادر فرنسا في أكتوبر 2019 متوجها إلى بغداد، ثم اختفى في العراق بعد فترة وجيزة، ليعلن الحرس الثوري أنه ألقى القبض عليه، دون الكشف عن موقع الاعتقال.

وزم ابن رجل دين بارز ومعروف، وهو محمد علي زم، الرئيس السابق لوكالة دعاية حكومية. وولد الصحافي الراحل في نفس عام الثورة الإسلامية التي أطاحت بالنظام الملكي في إيران، وسمي على اسم الأب المؤسس للثورة آية الله روح الله الخميني.

وذهب زم إلى المنفى بعد اعتقاله في عام 2009 وسط احتجاجات هزت إيران في أعقاب انتخابات رئاسية متنازع عليها. وغادر إيران إلى ماليزيا ثم إلى فرنسا، حيث حصل على حق اللجوء السياسي.

واندلعت احتجاجات عام 2017 التي ساعد زم في نشرها بسبب قفزة في أسعار المواد الغذائية ولكن سرعان ما تحولت الاحتجاجات إلى انتفاضة على مستوى البلاد ضد حكام إيران، وهي واحدة من أكبر التحديات التي واجهتها السلطات منذ احتجاجات الحركة الخضراء في عام 2009.

وبحسب التقرير، قامت القوات الأمنية بقمع الاحتجاجات واعتقال آلاف المتظاهرين وقتل العشرات. وتحولت احتجاجات جديدة العام الماضي، نجمت هذه المرة عن قفزة في أسعار الغاز، إلى أكثر الاضطرابات دموية منذ الثورة الإسلامية عام 197، ووفقًا لمنظمة العفو الدولية قُتل المئات خلال الانتفاضة التي نجح النظام مجددا في قمعها.