هجوم ميليشيا الحوثي على مأرب يهدد بكارثة إنسانية

المعارك حول مأرب اشتدت في الأسابيع الماضية
المعارك حول مأرب اشتدت في الأسابيع الماضية

أوجه الحقيقة – اليمن 

يستعد سكان محافظة مأرب اليمنية، الذين يقدر عددهم بنحو مليوني نسمة، لأسوأ سيناريو، حيث النزوح الجماعي نتيجة تصعيد هجوم الميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران ويحاصرون عليهم، مما يهدد بتفاقم أسوأ أزمة إنسانية في العالم وتقويض السلام العملية، وفقا للمراقبين.

مأرب منطقة صحراوية غنية بالنفط، على بعد حوالي 120 كيلومترا شرق العاصمة صنعاء، وكانت موطنا لحوالي 400 ألف شخص قبل الحرب، ولكن بسبب القتال في مناطق مختلفة من اليمن منذ عام 2015، قفز السكان وفقا للبيانات المحلية إلى حوالي 2.7 مليون نسمة بسبب النزوح الجماعي كما كان الحفاظ على البيئة يعتبر ملاذا آمنا للفارين من القتال في أجزاء أخرى من البلد. وقد تعرضت مأرب لهجمات متفرقة للحوثيين خلال العام الماضي، ولكن الهجوم المتجدد منذ الشهر الماضي أصبح بسرعة واحدة من أشرس المعارك في حرب سبع سنوات.

 هجمات باليستية

ووفقا لبيان صادر عن الحكومة اليمنية، تعرض مأرب خلال شهر فبراير لنحو 25 هجوما صاروخيا باليستيا، مما تسبب في سقوط مئات القتلى والجرحى بين المدنيين، في حين تسبب الهجوم البري في موجة من النزوح ضد أكثر من 15 ألف نازح حديثا من مخيمات النازحين داخليا.

وبحسب مصادر يمنية في مأرب، هناك 5 مخيمات مغلقة خلال الشهر بسبب هجمات الحوثيين، خوفا على حياة سكان المخيم وتم نقلهم إلى مناطق أخرى بعيدا عن بؤر الاشتباكات الساخنة، وأن مأرب تضم 138 مخيما للنازحين.

وأضافت المصادر أن الهجوم الحوثي سيزيد من الضغط على مخيمات اللاجئين التي تعاني بالفعل من نقص الخدمات السيئة. كما أشارت المصادر إلى أن الهجوم على مأرب أدى إلى اختناق تجاري كبير مع التعليق الجزئي لشاحنات غاز الطهي المنزلية وتراكم عشرات الشاحنات على طول خطوط النقل خاصة في الموانئ الشرقية للمحافظة مما اضطر اليمنيين إلى استخدام بدائل قوية ومحفوفة بالمخاطر الطرق.

مما خلق أزمة هائلة في التجارة والنقل في المقاطعة وغيرها من المناطق. وقد أدى القتال إلى تدهور الظروف المعيشية، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية والمستهلكين بشكل كبير إلى 400 في المائة بالنسبة لمعظم المنتجات الغذائية ومواد البناء.

 دروع بشرية

واتهمت الوحدة التنفيذية المسؤولة عن إدارة مخيمات النازحين في اليمن ميليشيا الحوثي باستخدام مئات العائلات في مخيمي النزوح غرب مأرب كدروع بشرية. وقال نجيب السعدي رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة النازحين إن الوحدة أطلقت نداءات عاجلة تدعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى الضغط على الحوثيين لإنهاء هجماتهم على مأرب التي تستهدف النازحين وإنقاذهم مراحل جديدة من النزوح.

«ندعو جميع المنظمات الدولية والمنظمات الغوثية العاملة في اليمن إلى العمل على وجه السرعة لتوفير الإغاثة للنازحين وتخفيف معاناتهم، ونطالب الحوثيين باحترام القانون الإنساني الدولي والكف عن مهاجمة المدنيين والنازحين وفتح ممرات آمنة لتسهيل ذلك إيصال المساعدة الإنسانية».

وأشار إلى أن ميليشيا الحوثي هاجمت مباشرة معسكري «دانا الصوابين» و «دانا الهيال» باتجاه السروة بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، مما أجبر 450 أسرة على الفرار إلى روضة السروة.